ضمن أهمية إيجاد مزيج متوازن من الطاقة في السعودية، حيث أظهر تحليل لمركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية ( كابسارك ) نجاح السعودية في خفض الانبعاثات الكربونية بنحو 4.4 في المائة في 2018، بينما ينمو عالميا 5 في المائة. وجاء التحليل بالتزامن مع قيام منتدى دافوس بالتصدي لظاهرة التغير المناخي، حيث يشير التحليل إلى تقدم السعودية من المركز الرابع إلى المركز الثالث كأسرع دول مجموعة العشرين خفضا للانبعاثات من استهلاك الوقود حيث جاءت بعد البرازيل وفرنسا وتقدمت على ألمانيا واليابان، يتزامن هذا الانخفاض مع استضافة السعودية قمة العشرين إذ تتقدم ظاهرة التغير المناخي على أولويات أجندة المجموعة، ما يتيح للسعودية إبراز ريادتها في هذه القضية. أفصحت نيوم في 2020/7/7 عن خطواتها الأولى لتصبح لاعبا أساسيا في سوق الهيدروجين العالمية عبر دخولها في شراكة مع ( إير بروداكت ) لتطوير وإدارة المشروع والإنتاج وستكون المشتري الحصري للأمونيا الخضراء، فيما الشراكة مع ( أكوا باور ) تتولى توفير التقنيات الرائدة لتوفير الطاقة المتجددة من الكربون للشروع لبناء أضخم منشأة عالمية لإنتاج الهيدروجين في مدينة نيوم لتوفير حلول مستدامة لقطاع النقل العالمي، ومواجهة تحديات التغير المناخي من خلال حلول عملية لتخفيض الانبعاثات الكربونية وفي نفس الوقت إيجاد مزيج متوازن من الطاقة في السعودية ضمن مزيج الطاقة الوطني لتحقيق النمو والازدهار وتعزيز أمن الطاقة. سيتخذ المشروع الذي سيكون مملوكا بالتساوي من قبل الشركاء الثلاثة من مدينة نيوم وبحلول عام 2025 ينتظر أن يصبح المشروع جاهزا لإنتاج الهيدروجين ومن ثم تصديره إلى الأسواق العالمية ليستخدم وقودا حيويا يغذي أنظمة النقل والمواصلات، وسينتج المشروع العملاق 650 طنا من الهيدروجين الأخضر يوميا ونحو 1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويا. المشروع سيعتمد على تكنولوجيا مثبتة الفاعلية وعالمية المستوى، وستجمع بين توليد ما يزيد على 4 غيغاواط من الطاقة المتجددة المستمدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتخزين بالإضافة إلى إنتاج الهيدروجين من خلال التحليل الكهربائي باستخدام تقنية ( ثيسن – كراب ) وإنتاج الهيدروجين عن طريق فصل الهواء باستخدام تقنية ( إير بروداكت ) المثبتة في هذا المجال، وإنتاج الأمونيا الخضراء باستخدام تقنية ( هالدور توبوز ). يمكن إنتاج الهيدروجين بتكلفة منخفضة في نيوم الذي سيكون وقود المستقبل والقائد للموجة الثالثة من رحلة تحول الطاقة عالمية، حيث يتطلب إنتاج الهيدروجين طاقة كهربائية كبيرة وتأتي هذه من مصادر متجددة مثل الرياح والشمس ولا توجد شمس في أوربا مثل كمية الشمس الساطعة في نيوم ما يجعلها تنتج بتكلفة تنافسية للغاية. سيكون بالإمكان تصدير الهيدروجين عبر السفن والأنابيب للمسافات البعيدة ولكن بعد تحويل الهيدروجين إلى مادة الأمونيا التي يسهل نقلها عبر سفن خاصة لذلك، ما سيجعل السعودية الوجهة الأهم دوليا في تقديم الحلول المستدامة، وفي نفس الوقت جعل مجتمع نيوم خاليا من الكربون الأمر الذي يشكل رمزا لمعيشة الاستثنائية وفق الرؤية التي يطمح إليها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الذي أطلق رؤية المملكة 2030 في عام 2016 وهي الآن تتحقق. أستاذ بجامعة أم القرى بمكة