تقوم فاطمة يوسف بوضع الأرز والدجاج واللحوم والخضروات داخل علب على طاولة طعامها، وقامت بكتابة بعض العبارات على بعضها بالعربي مثل «كونوا بخير»، و «معاً سنتجاوز هذا الوضع». لا تعرف فاطمة يوسف من سيأكل طعامها. ومع ذلك، تقول، إنها تقوم بإعداد هذا الطعام عن حب ولأجل هدف نبيل. تأمل فاطمة يوسف ومتطوعون آخرون في مصر أن تساعد تلك الوجبات مرضى فيروس كورونا المعزولين على استرداد عافيتهم وإعطائهم راحة من عناء إعداد الطعام بالنظر إلى وضعهم الصحي. في الأحياء المختلفة في القاهرة وبعض المدن الأخرى، وافقت فاطمة يوسف ومتطوعون آخرون على طهي الطعام أو التبرع به أو القيام بتوصيله بدون تلامس لمنازل المرضى. ونقلت (اسوشيتد برس) عن فاطمة يوسف، 27 سنة، القول إن الأزمات عادة ما تولد أشياء جيدة طوال الوقت، وتضيف «لم أكن أتوقع أنه هناك أشخاص يقبلون التخلي عن كل شيء من أجل مساعدة آخرين لا يعرفونهم، ولم يحدث أن التقوا بهم». انطلقت تلك الجهود التطوعية في أوائل يونيو الماضي بعد أن كتبت بسمة مصطفى، وهي صحفية تبلغ من العمر 30 عامًا، على فيسبوك أنها كانت تفكر في طهي وجبات ذات قيمة غذائية للمرضى، واستفسرت بسمة إذا كان هناك شخص ما على استعداد للمساعدة في تحمل النفقات أو التوصيل أو إرشادها عن مرضى الفيروس الذين هم بحاجة للمساعدة. ولكنها لم تتوقع الكثير. وتشير إلى أن الرسائل غمرت صندوق البريد الوارد الخاص بها، وعرض الأصدقاء والغرباء تقديم المساعدات، لذلك، قررت إنشاء مبادرة الوجبات. وتضيف بسمة مصطفى: حوالي 1500 متطوع يشاركون معنا اليوم في البرنامج التطوعي، وقد طلب آلاف آخرون الانضمام. وأضافت أن آخرين بذلوا جهوداً مماثلة في الأحياء التي يسكنون بها. وتقول إن اللمسة الشخصية هي رسائل دعم مكتوبة بخط اليد، بعضها ملاحظات على شكل قلب أو منمقة برسومات وجوه مبتسمة. ومن بين رسائل الدعم تلك: «نحن جميعًا معكم»، «نتمنى لكم الشفاء العاجل». وقد أصبحت عبارة «صنع بالحب»، الشعار المفضل لدى المتطوعين. يتم تقديم علب الطعام لجميع المرضى، الأغنياء والفقراء، الذين يعيشون بمفردهم أو مع أفراد الأسرة أو المرضى الآخرين في الحجر الصحي. عندما يطلب بعض المرضى دفع ثمن تلك، يشجعهم المنظمون على دفعها لاحقاً بعد شفائهم. وتقول مي عزت إنها كانت تشك في أن يقوم غريب بزيارتها في منزلها لتوصيل وجبات الطعام إليهم. تعيش الفتاة البالغة من العمر 20 عامًا مع والديها وأخويها. وقالت إنهم ذهبوا جميعهم إلى الحجر الصحي بعد أن أصيب والدها بالفيروس، وظهرت أعراض كورونا على أخويها ولم يتمكن أحد من الخروج لشراء الطعام لتفاجىء بعد ذلك بأن أحد المتطوعين أحضر الوجبات المطبوخة والخضروات والفواكه إلى منزل الأسرة. وقالت إن هذه اللفتة جعلتها تشعر بأنه «لا يزال هناك أشخاص طيبون يحرصون على رفع معنوياتنا». من جانبها تقول رضوى شلش، إحدى المنظمين لتلك المبادرة، إنها تشعر بتأثر بالغ عندما يتصل أحد المرضى الذين كانوا يتلقون وجبات طعام ليقول إنه قد تعافى. وقالت رضوى: «لقد رأيت أشخاصًا مستعدين للتطوع بكل شيء لديهم». «لقد جعلني أشعر إنني إذا كنت بحاجة إلى شيء ما، سأجد حولي الكثير من الناس».