اعتمد معالي وزير الشؤون البلدية والقروية الأستاذ ماجد الحقيل استراتيجية التحول الرقمي للقطاع البلدي في الأسبوع الماضي. ومر هذا الخبر على صحافتنا والمهتمين بدون أي تعليق ولم تفرد له الصفحات ولم يذكره أحد من زملائي الكتاب سواء بالنقد أو الإطراء رغم أهمية هذه الخطوة التي سوف تسهل تقديم الخدمات للمواطنين وتوفير متطلباتهم واحتياجاتهم بشكل تقني وميسر، متناسين أن وزارة البلديات تُعتبر العين الساهرة لخدمة المواطنين، لما تُقدمه من مهام في البنية التحتية من طرق وأرصفة وإنشاء شبكات وحدائق ومنتزهات ومطاعم ومحلات ومراقبة الباعة وإنشاء مواقف ومراقبة الإعلانات وإعادة تهيئة الشوارع ومراقبة الأبنية وتنفيذ سياسات الحكم المحلي لما له مصلحة عليا للمواطنين. ناهيك عن الأدوار الأخرى التي تهم التخطيط والبناء والتنظيم حيث تقوم بدور أساسي في إعداد مخططات واستراتيجيات عمرانية تخدم الأهداف الوطنية مع مراعاة القوانين المحلية، وهذه الأمور كلها تقوم بها البلديات سواء أكانت بلدية تقليدية أم بلدية استطاعت استخدام الأنظمة التكنولوجية الحديثة. من وجهة نظري البلدية الإلكترونية تعتبر خطوة مهمة لعصرنا الحالي لأننا بحاجة إلى مواكبته بشكل سريع وحضاري، كما أن الحاجة إلى التحول إلى البلديات الإلكترونية أمر ضروري في وقتنا الحالي للانطلاق نحو التنمية المستدامة والكف عن التركيز على النواحي التقليدية والتي بحاجة إلى تقديم إضافات نوعية للبلديات في مجال تكنولوجيا المعلومات بحيث ترفع من أداء البلديات، وذلك من أجل الوصول إلى الأمان الوقائي وضمانات الشفافية وتحقيق الفرص الاجتماعية والتحول من العمل التقليدي المتمثل بالعمل الخدماتي إلى العمل التكنولوجي للوصول إلى العمل التنموي المحلي الشامل كنمط ديناميكي من التفكير والاستفادة من الموارد البشرية والمالية المتوافرة بهدف زيادة الموارد واستخدامها على نحو يعود بالنفع على جميع أفراد المجتمع مع الالتزام بضمان استدامتها للأجيال القادمة، كان لا بد من مواكبة التطور والاتجاه نحو البلديات الالكترونية والقادرة على إيصال التنمية على نهج عملية مستمرة وليست حدثاً آنياً أو ظرفياً. لذا أصبحت البلدية الإلكترونية تساهم في إشراك القطاع الخاص في العملية التنموية على أساس المشاركة الفاعلة والحيوية، وأيضاً تساهم البلديات الالكترونية في إشراك مؤسسات المجتمع المدني والمواطنين في وضع الخطة الاسراتيجية للمنطقة المحلية بشكل يلائم تطلعاتهم واحتياجاتهم. ولعلي أختم مقالتي بأمنية لتحقق فكرة البلدية الإلكترونية نجاحها هي الأخذ بعين الاعتبار وجود الأنظمة والتشريعات المناسبة لتنظيم العمل الالكتروني والتي ينبغي عليها أن تتمتع بالمرونة والقدرة على تطوير الأنظمة والتشريعات بحيث تتماشى مع متطلبات البلدية الإلكترونية بهدف نجاح استراتيجية التحول الرقمي التي تم اعتمادها ..... دمتم بود