كل إنسان صالح إذا غاب وتوارى عن الوجود يبقى ذكره طرياً طيباً، تُردده الأجيال على مرّ الأيام والليالي، داعين له بالرحمة والمغفرة. والحمد لله أن كل مسلمٍ ومسلمة له نصيبٌ من ذلك، ونرجو أن يكون الأخ الحبيب علي (أبو محمد) منهم. وقد انتقل إلى رحمة الله يوم الاثنين 23-10-1441ه، وتمت الصلاة عليه، ثم وُوري جثمانه الطاهر بمقبرة الشمال بالرياض -رحمه الله-. ولقد وُلد في بلدة (القرينة) عام 1359ه، وعاش طفولته وبداية صِباه مع لداته ورفاقه في بيئة فرح ومرح، وفي مزاولة بعض هواياتهم المحببة إليهم.. لقضاء سحابة يومهم. وقد توفيت والدته -رحمها الله- وهو في صغره؛ فقامت بتربيته ورعايته أخته نورة -جزاها المولى خير الجزاء- لتخفيف حِدّة سطوة اليُتم عن قلبه، وعن فقده حنان أمه. وهذا العمل الجميل غير مستكثر منها -رحمها الله-. وحينما بلغ السابعة من عمره التحق بالمرحلة الابتدائية في القرينة مهوى رأسه، ثم انتقل إلى الرياض، ودرس المتوسطة فيها.. بعد ذلك التحق بالعمل في بلدية الرياض.. ثم انتقل إلى المديرية العامة للدفاع المدني، وكان يشارك في تنظيم أعمال الحج السنوي ليلاً ونهاراً بكل جد وإخلاص. ولقد تزوج بالجوهرة بنت عبدالله بن صالح العجاجي ابنة أختي طرفة عام 1389ه، وأنجبت منه خمس بنات وولدين (محمد وعبدالمحسن)، فقام هو وعقيلته (أم محمد) برعايتهم وتربيتهم تربية صالحة إلى أن كبروا معتمدين على الله، ثم على أنفسهم. وكان -رحمه الله- من أحرص الناس على الصلاة في المسجد ليلاً ونهاراً رغم صعوبة حركته في أواخر حياته.. فهو كثير التلاوة لكتاب الله آناء الليل وأطراف النهار طمعاً في رضاء مولاه. فالله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً. كما كان عزيز النفس كريم الخلق، سخياً في العطاء، وحريصاً على الصدقة ومساعدة الآخرين.. فهو متواضع ومحبوب لدى الجميع، ومخلص في أداء عمله حتى تقاعد عام 1419ه حميدة أيامه وأفعاله: تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وألهم أخاه عبدالعزيز وأبناءه وبناته وعقيلته (أم محمد) وأبناء أختي طرفة وأسرة العجاجي كافة ومحبيه الصبر والسلوان. ** **