يعد الشباب عماد الوطن والوقود الحقيقي لأي اقتصاد قومي والقوة الضاربة لأي منظومة عسكرية والقوة الإنتاجية لأي منظومة صناعية وقد يطول الحديث بالتفصيل في هذا الجانب.. والشباب فئة اجتماعية تستحوذ على الاهتمام الدائم للمجالس والملتقيات الثقافية وتعد من أهم (الثروات الوطنية) التي يجب أن نحافظ عليها.. في المجتمع الرياضي وهو صاحب الحراك الشبابي الأوسع من بين النشاطات الاجتماعية نجد أن هذا المجتمع يستند في (جله) على جهود ومشاركات وأفكار وابتكارات الشباب.. وتطرقت في المقال السابق عن إحدى الثروات الوطنية الرياضية التي تتعرض بكل أسف للهدر والإهمال والقمع والتهميش العمد في رياضتنا.. تطرقت للحكم السعودي وأعني حكم كرة القدم الذي يتعرض لقمع اجتماعي رياضي مزدوج نتيجة عدة عوامل ذكرتها سابقًا.. وإن أخذنا نماذج من الحكم السعودي سنجد أنه كان هناك تشريف وشرف جلبه بعض الحكام السعوديين رغم قلتهم.. فلاج الشنار اسم لامع في عالم تحكيم لعبة كرة القدم و(أول حكم) سعودي شارك في نهائيات كأس العالم عام 1986 م بالمكسيك.. تبعه الحكم الدولي السابق عبدالرحمن الزيد الذي شارك في نهائيات كأس العالم 1998م بفرنسا والحكم الدولي السابق خليل جلال الذي شارك في نهائيات كأس العالم 2010م بجنوب إفريقيا.. نهاية باختيار طاقم الحكام السعودي الحكم الدولي السابق فهد المرداسي والمساعدان عبدالله الشلوي ومحمد العبكري للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2018 م بروسيا.. هذه النماذج المشرفة هي امتداد لنماذج أخرى شرفت السعودية خليجيًا وعربيًا وقاريًا ودوليًا وفي مجالات أخرى إدارية وفنية وقانونية.. الأكاديمي عبدالله الدبل -رحمه الله- كان من أبرز الرياضيين الذين تقدموا بخطوات متباعدة دوليًا ليكون في عام 1995م للجنة الدائمة لبطولة القارات وعضوًا في اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي ورئيسًا للجنة الإعلامية بالاتحاد الآسيوي عام 2002 م وعضوًا فاعلاً باللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي من عام 1986 م إلى عام 2002 م.. وفي وقتنا الحالي نجد أن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق أحمد عيد في عضوية اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي والكابتن سامي الجابر عضوًا بلجنة أوضاع اللاعبين بالاتحاد الدولي.. أنا أجزم أن هناك نماذج وكفاءات من شبابنا بالوسط الرياضي يستطيعون أن يشرفوا السعودية على كافة الأصعدة وبجميع الاتحادات وفي مختلف الألعاب.. وأجزم أيضًا أن رياضتنا حبلى بالثروات الشابة والكوادر الفنية والإدارية التي تحتاج لصقل ومنحها الفرصة.. القيادة الرياضية قادرة على إدارة المنظومة الرياضية وهي أيضًا تحتاج لمزيد من الصبر والمساحة الكافية لتغيير ايدلوجية الرياضة كونها حديثة ولديها الوقت الكافي لاستنساخ نماذج مشرفة من النماذج السابقة كمًا وكيفًا.. تطوير الاتحادات الرياضية ولجانها والتدوير الإداري يحتاج لأمانة ومهنية لتنفيذ أجندة تغيير الايدلوجية الرياضية عدا بعض اللجان القضائية والفنية التي تحتاج إلى متخصص وملم بالأنظمة.. ولتأكيد الفلسفة الثقافية بأن الشباب هم عماد الأوطان يجب أن تتمحور أفكار المنظمات الشبابية حول الابتكار والتطوير وتكثيف الدراسات والورش العملية الفنية والاحتكاك بالرياضة الغربية والابتعاث لها والاحتراف لديها.. قشعريرة رئاسة الاتحاد الآسيوي من شخصية سعودية واحتراف اللاعب السعودي خارجيًا واستقطاب الكوادر السعودية قاريًا ودوليًا (حلم) يسهل تحقيقه بالعمل والإخلاص فيه.. ** ** - محمد الخيبري