ودعنا رمضان بمشاعر مختلطة، فيها الدموع والعبرة، لكن فيها أيضاً البهجة. أما مشاعر الحزن، فلأن رمضان انقضى سريعاً كعادته، فقد عشنا أيامه بالصيام وتلاوة القرآن، وعمرنا لياليه بالصلاة والقيام والتقرب إلى الله بمختلف الطاعات. أما مشاعر الفرح، فهي تعبير عن بهجتنا بحلول عيد الفطر السعيد، وفرحتنا بتوفيق الله سبحانه وتعالى لنا أن جعلنا من أهل رمضان، وأعاننا على صيامه وقيامه وتلاوة كتابه العزيز؛ مبتهلين إليه أن يتقبل ما أودعناه رمضان من أعمال نحسبها صالحة إن شاء الله، فيجعلنا ممن صام وقام إيماناً واحتساباً. أجل، اليوم أفراح السعوديين تترى، إذ تزامن احتفالهم بالعيد مع احتفائهم بذكرى بيعتهم الثالثة لولي عهدهم الذي كان عند أكثر من حسن ظنِّهم. وصحيح، إنه كوالده، إذ عمل منذ نعومة أظفاره في خدمة هذه الدولة وشعبها، متنقلاً مع والده من وظيفة لأخرى؛ إلا أن هذه المدة الوجيزة التي تولى فيها العهد، قد شهدت عطاءً فاق الخيال، فقد تحزَّم ليواصل الليل بالنهار في العمل تنفيذاً لتوجيهات قائدنا، فحقَّق إنجازات أشبه ما تكون بالمعجزات على الصعيدين الخارجي والداخلي؛ فتعزَّزت مكانة بلادنا كمحور مهم للعالم لا يمكن تجاوزه أبداً، لاسيَّما في مجالي السياسة والاقتصاد؛ كما ألجم غرور إيران وعمل جاهداً لوضع حدٍّ حاسم لتدخلها السافر في شؤون دول المنطقة عن طريق عملائها. ومن يتأمل حال إيران اليوم، لن يجد صعوبة في إدراك ما وصلت إليه من بؤس في المجالات كلها، وارتباك وغليان شعبي. أما في ما يتعلق بالصعيد الداخلي، فقد شهدت بلادنا نقلات نوعية في مختلف المجالات، في ظل رؤيتنا التي هندسها ولي عهدنا، من إعادة لهيكلة الدولة، إلى التأسيس لمشروعات عملاقة عبر شراكات مع دول فاعلة من أجل تنويع قاعدة الاقتصاد، وإتاحة مزيد من فرص العمل الحقيقية للشباب من الجنسين، فضلاً عن توسيع مشاركة المرأة.. تم هذا كله بتوفيق من الله سبحانه وتعالى لنا، ثم بتوجيه قائدنا الملك سلمان، والدعم الصادق من ولي عهدنا. والحقيقة، في النفس كثير من المشاعر المختلطة تجاه هذا الرجل الكبير، صاحب الهمة العالية؛ إلا أن المجال اليوم لا يتسع للأسف الشديد لتفاصيل أوفى. ولهذا لا يمكن لكل من عرف ولي عهدنا عن قرب، إلا أن يشفق عليه من كثرة ما يبذله من جهد، على حساب راحته وصحته. ويكفي أن تعودوا لتصريحات أخي الدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة في خضم جهود الدولة لمكافحة جائحة كورونا، وما يؤكده يومياً عن جهد سمو ولي عهدنا ومتابعته لتطور الوضع لحظة بلحظة، وتحقيق مبدأ (الصحة للجميع). ولهذا أيضاً لا أجد ختاماً لمقالي هذا أفضل مما قاله أخي الأمير عبد الرحمن بن مساعد في ولي عهدنا، إذ يقول: