للأيام التي تمر مرور الجبال ثقال ومتراكمة وقاسية، وللساعات التي تشابه زحفها في معصمي، ولم تعد تلدغُ عقاربها الوقت !! للدنيا التي تضغط على صدري وتمسك بعنقي، وتتحدى صبري !! وارتشفت لي من كومة الصبر رشفة تُثبِّت بها مللي وتُهدِّئ بها شوقي .. خلعتَ من حائط الدنيا ساعته المستديرة وجعلت صوتك ظهيريتي وعِشائي .. وملأت صُواع قلبك محبةً سكبتها؛ لتسد بها عطشي ولا زالت تنسكب !! صُواعك صُواع ملك غطس في رحيل حياتي لأُسجن بك... نعتقد أن الحب قيد وهو تمام الحرية المطلقة، وتحليق الطيور التي خُلِقت لا تطير ولها أجنحة.. القيود ليست سلاسل محكمة ولا قضبان متوازية، ولا أسقف عالية بل ضحكات مكتومة، وسجايا معدومة، وشخصيات مسلوبة... الإفراج عن الذات أهم من الجسد، وأبلغ من الانطلاق قُدُماً.. ولن يتحقق إلا بطوق نجاة محكم الصنع شديد البأس وقوي التمسك لا يتخلى عند أول موجة صادفته في منحدر.. التمادي في تملك الأشياء ليس خطأ؛ الخطأ التراخي في تملك أشياء نحبها.. قُسمت لي الحياة في عينيك لحظة رؤية نهارك تشرق الشمس من طلتك، ويَصْطفُ الفجر اصطفافاً وراء وجهك، وتبدأ الشمس برمي أشعتها حسب جلوسك ووقوفك... ثم تعطيني الليل في يسارك وكأنك أخرجتهُ من جيب قلبك، ونقشت نجومهُ من سلسبيل حديثك وصفاتك... وأذنتَ لهُ أن يفترش في السماء كما يحلو لك افتراشه.. وقفت في المنتصف بسلةٍ من عنب تطعمني منها كلما تضورت خيبةً أو اشتد بي العسر.. وجمعتني كحبات العنب حكتها على عناقيد سلتك حبةً حبة؛ لأبدو لذيذة وبي لون وطعم... استقامت معك خطوط عروقي وتوزعت كما يجب لها أن تكون بي... لينةً هينة لا يمسها جفاف، ولا يباس ولا انزواء ولا قهر..!! لا يكفي أن نشعر؛ يجب أن يكون من نشعر له صحيحاً... الخاطئون لا يفعلون ما سبق، ولا تحلق معهم ولا يمتلكون صُواع ملك يروونكم به دُنيا كما تحبون !! ** **