أولت الصحيفة «الفن التشكيلي» عناية خاصة عبر صفحاتها، وامتزجت بحلل من لآلئ الفنانين والفنانات السعوديين، وأسهم وعلى مدى عدة عقود الزميل الأستاذ محمد المنيف في هذا الدور الرائد للصحيفة. وبعد صدور العدد التطويري (المجلة الثقافية)، أشرعت صفحاتها لهذا الفن، فتمازجت لوحات وأعمال الفنانين مع مقالات الكتّاب وأشعارهم وقصصهم وقراءاتهم الروائية والنقدية. وشكلت الأعداد المتعاقبة مع ما جسدته هذه الفنون البصرية من مجسمات وأعمال مسطحة، أشبه ما تكون مجتمعة آيات تفيض بالجمال البصري، تحمل المضامين التعبيرية الأدبية، والفكرية. تفاعل معها القارئ بطريقة تصويرية حرة. أسماء وأعمال فنانين لامعين في المشهد: فهد الربيق، ناصر الموسى، فيصل الخديدي، جلال الطالب، سلوى حجر، فايع الألمعي، بتول المهنا، سعود خان، سارة العوذة، إبراهيم النغيثر، أسماء الغامدي، عبدالله الشهري، أمجاد الغامدي، رائد الأحمري، زينب اليوسف، محمد شراحيلي، مها العسكر، يوسف إبراهيم، زمان جاسم، بسمة راشد، أحمد حسين، عبدالله الدهري، عبدالله إدريس، لولوة الحمود وغيرهم. وفي هذا الجانب قال الفنان التشكيلي «ناصر الموسى» المجلة الثقافية التي تصدر عن صحيفة الجزيرة السعودية التي يدير تحريرها الدكتور إبراهيم التركي، حيث حولها من بعض الصفحات الأسبوعية التي تعنى بالأدب والأدباء بكل أطيافه فأصبحت تشمل كل جنس أدبي وكذلك المجالات الفنية وتحديدًا الفنون البصرية وأعني بذلك الفنون التشكيلية التي تضم الأعمال الفنية التعبيرية من مجسمات وأعمال ذات البعدين «المسطحة» فأضفت جمالاً بصرياً يسر الناظرين بجانب البعد الفكري والدلالة الأدبية التعبيرية التي تحمله مضامينها التي عبر بها الفنان كأحد الأدباء الذين يشملهم التعبير الأدبي الحس التعبيري لكنه ذو شكل يقرأ بالعين والبصيرة التي هي في الأصل تنتمي إلى الأجناس الأدبية مع اختلافها في شكلها لكن الحس التعبيري يصنف بأنه جنس أدبي مع اختلافه في طريقة القراءة عن الجنس الأدبي الآخر.. وفي هذا الصدد نسجل للدكتور إبراهيم التقدير والشكر على أن جعل للفنون التشكيلية «البصرية» هذه المكانة، حيث تبوأت مكانة بارزة بين مواد المجلة من مقالات وشعر ودراسات حتى إن اللوحة وجدت من يحتفي بها من قبل الفنانين والأدباء لقاء هذه الفرصة التي أقدم عليها مدير تحرير المجلة لكي يحتفي بها كل من الفنانين والأدباء سويًا لأنهم هم في الأصل أدباء وإن اختلف الشكل أو الجنس أو طريقة القراءة. وهذا التقدير ما كان ليكون لولا اقتناعه بالدور للفن والفنانين في الثقافة السعودية والهوية الوطنية التي يوليها المسؤولين في الوطن عن الثقافة السعودية نشرًا وتعليمًا واحتفاء وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله تعالى وقال مستشار الفن التشكيلي السعودي «جسفت» الفنان التشكيلي «فهد الربيق»: حين نتحدث عن القسم الثقافي الذي يشرف عليه الدكتور إبراهيم التركي «أبو يزن» فإننا نتحدث عن وجه جديد للثقافية بنمط إبداعي يحقق غاية الإبداع لخدمة المبدعين التشكيليين السعوديين بارتباط أعمالهم بالشعر والمقالة والقصة وبقية المواد ليكتمل الجمال كحلية تزيد من أناقة عطاء المبدعين في مشاركتهم. أبو يزن لم يول هذا الموضوع هذه الأهمية إلا لمعرفته من واقع تجربته الثقافية وحرص مقام رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك صاحب التجربة العريقة ليكتمل العطاء الثنائي بصورة تكاملية، تاريخ وخبرة أهدت أصحاب الجمال الإبداعي التشكيلي مساحة للركض بإبداعاتهم في فضاء لوحاتهم. كما عبر «الربيق» عن فخره كونه أحد المساهمين بحسه التشكيلي في فضاء الأدب والشعر والعلاقة التي جمعته بالصحيفة من خلال إقامة معرضه المصاحب في حفل تدشين مبنى جريدة الجزيرة على شرف الملك سلمان - حفظه الله. وحول الحضور التشكيلي في الثقافية أشاد مدير جمعية الثقافة والفنون بالطائف الفنان التشكيلي «فيصل الخديدي» قائلاً: ظهرت المجلة الثقافية بصحيفة الجزيرة في حلة جديدة أكثر زهواً بألوان أعمال العديد من الفنانين التشكيليين السعوديين، التي أصبحت ترصّع مواضيع المجلة مثل ياقوتة على جبين كل موضوع أو مقطوعة من لون تفصل بين فقرات المواضيع، فالتنوّع بين أسماء وتجارب الفنانين المختارة أعمالهم لعرضها بصفحات المجلة أصبح سمة، والحرص على حضور أعمال أكبر شريحة من أجيال الفنانين أصبحت ميزة، فتعدّت مهمة عرض الأعمال التشكيلية بصفحات المجلة المتعة البصرية إلى نشر ثقافة الأعمال التشكيلية مصحوبة بأسماء مبدعيها ليمثل كل عدد من المجلة معرضاً فنياً متنوّع الأعمال والأسماء والأجيال كباقة ورد مختلفة الأشكال والألوان تفوح عبقاً فنياً ثقافياً مميز.