سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسعار النفط بدأت تتخذ المنحنى التصاعدي بعد جهود المملكة في خفض الإنتاج العالمي بجانب اتجاه دول العالم إلى فتح اقتصاداتها وتدوير عجلة الإنتاج..مختصان ل«الجزيرة»:
أبدى متخصصان في قطاع الطاقة، تفاؤلاً كبيراً في استعادة أسواق النفط العالمية عافيتها في ما يخص عودة الأسعار إلى ما كانت عليه، وقالا في حديثهما ل»الجزيرة» إن المؤشرات الواردة من الأسواق حالياً، تؤكد أن الأمور تسير إلى الأفضل، بإمكانية أن ترتفع الأسعار إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا. وكانت أسعار النفط عالميا شهدت تراجعاً مقلقاً للدول المنتجة للنفط، إلى ما يلامس 20 دولاراً للبرميل، بالتزامن مع ظهور فيروس كورونا في الصين، وانتقاله إلى غالبية دول العالم، مما أثر على اقتصادات العالم. الدول المنتجة البداية كانت مع حجاج بو خضر خبير شؤون النفط الذي قال: «أستطيع التأكيد على أن أسعار النفط تشهد حالياً ارتفاعاً ملحوظاً، سواء في السوق الأمريكية، أو في مؤشر برنت، وهذا الارتفاع تحكمه عدة عوامل، كما له تأثيرات إيجابية على الدول المنتجة للنفط، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية». وأضاف: «لابد من الإشارة إلى الأسباب التي تؤدي إلى تراجع أسعار النفط». وقال: «أهم هذه الأسباب، أن الاقتصاد العالمي واجه قلقاً متزايداً جراء جائحة كورونا، هذا القلق هو الذي أصاب الاقتصادات الدولية في مقتل، وأجبرها على التراجع الجبري في الكثير من النواحي والقطاعات الاقتصادية». وأضاف: «الإغلاقات الكثيرة التي شهدتها منظومة الاقتصاد العالمي، مثل إغلاق المصانع الكبرى وتوقف عجلة الإنتاج، ساهمت في تراجع في نمو الاقتصاد العالمي، وهذه الإغلاقات أسفرت عن تراجع في وتيرة استخدام الوقود بشكل عام، سواء وقود السيارات أو وقود المصانع، وبالتالي زاد إنتاج النفط، وكان طبيعياً أن تتراجع أسعاره إلى المستوى الذي كان عليه في الأسابيع الماضية، وقد رأينا آثار هذا التراجع في عقود النفط الآجلة التي أخذت في التراجع هي الأخرى». النتائج الحالية وأضاف بو خضر: «التحركات التي بدأها العالم لإنقاذ أسعار النفط كانت مهمة ولابد منها في هذا التوقيت، حيث اجتمعت دول منظمة أوبك للبحث عن حلول عاجلة لهذه الأزمة التي أربكت اقتصادات العالم، والاجتماع لم يقتصر على دول أوبك فقط، وإنما ضم أيضاً الدول المصدرة للنفط من خارج المنظمة، وفي هذا دليل على رغبة جميع الدول في دعم أسعار النفط، وتوافقت الدول على ضرورة خفض الإنتاج بمعدل 9.7 مليون برميل يومياً اعتباراً من أول مايو الجاري، للصعود بالأسعار، وهذا هو السبب الأول في الصعود بالأسعار في الوقت الحالي». وقال بو خضر إلى أن «خفض إنتاج النفط كان له عامل نفسي مهم، سيطر على أسواق النفط، بإمكانية إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل جائحة كرونا، وهذا العامل كان مهماً جداً للوصول إلى النتائج الحالية». كوكب الأرض وأشار خضر إلى سبب آخر ساعد في رفع أسعار النفط في العالم، وقال: «الكثير من دول العالم اتجهت إلى إعادة فتح الاقتصاد لديها، وتدوير عجلة الإنتاج بعد فترة طويلة من التوقف الجبري»، مشيراً إلى أن «هذه الدول أدركت أنه لا مناص من تعزيز هذا التوجه، مع إيجاد وسائل وإجراءات احترازية، تعزز التعايش مع الفيروس الذي يبدو أنه مستمر على كوكب الأرض لفترة غير معلومة». وتابع «السبب الثالث لارتفاع أسعار النفط أن الكثير من حفارات النفط في أمريكا توقف عن العمل، ما ساهم في خفض الإنتاج العالمي، الذي ساعد في رفع الأسعار»، يضاف إلى ذلك، التوافق الذي بدت عليه المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، بتوقف إنتاج النفط في المنطقة المقسومة بينهما، وهذا ساهم في خفض الإنتاج العالمي بكميات إضافية غير الكميات المتفق عليها في اجتماع أوبك +». وتابع بو خضر: «للأسباب التي ذكرتها مجتمعة، فالنفط يتجه اليوم إلى 40 دولاراً للبرميل، وأعتقد أنه سيجد مقاومة كبيرة عند هذا السعر، ولكن بعد هذه المرحلة من المقاومة، ستنطلق الأسعار إلى آفاق رحبة لتعويض ما فاتها». الطلب العالمي من جانبه، قال أنس الحجي الاقتصادي المتخصص في مجال الطاقة: إن «السبب الرئيس لارتفاع أسعار النفط، هو انتعاش الطلب العالمي على النفط بسبب الفتح الحزئي أو الكامل لاقتصادات بعض الدول على خلفية التوقف القسري بسبب جائحة كورونا». وقال «على رأس الدول التي اتجهت لفتح اقتصادها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف: «لن يظهر أثر التخفيض الذي أعلنت عنه أوبك+، سواء على المديين المتوسط أو الطويل، ولكن يمكن التأكيد على أن التأثير الكبير والمباشر جاء من انخفاض الانتاج الأمريكي والكندي جراء توقف العمل في الحفارات في هاتين الدولتين، الأمر الذي أسهم في منع الاستمرار في ملء المخزون وأسهم في رفع الأسعار هناك». وأضاف الحجي: «ارتفاع الأسعار سيكون له تأثيره الكبير والمباشر على دخل المملكة، التي وإن كانت خففت الاعتماد على أسعار النفط، وفق توجهات رؤية 2030، إلى أن النفط مازال مصدراً مهما للدخل من خلال الإنتاج اليومي له.