إنها عروس البحر والثغر الجميل، أكبر موانئ المملكة العربية السعودية على البحر الأحمر، مساحتها الجغرافية كبيرة، وهي ذات تاريخ عريق قديم موغل في القدم، بها ميناء كبير هو (ميناء جدة الإسلامي) ومطار دولي كبير هو (مطار الملك عبدالعزيز)، كما يوجد بها مبان وعمارات متعددة الطوابق، وشوارع طويلة مستقيمة، وأسواق كبيرة وكثيرة ملأى بالسلع والبضائع، كما يوجد بها سكة للحديد. تُعتبر جدة بوابة مكة والمدينة، حيث إنها تستقبل كل عام آلاف الحجاج والمعتمرين عن طريق مينائيها البحري والجوي. وكانت جدة مقراً للبعثات الدبلوماسية والسفارات العربية والإسلامية والأجنبية التي تعمل في المملكة، ثم تم نقل تلك السفارات إلى العاصمة (الرياض) قبل أكثر من أربعين عاماً. في جدة تتمازج الثقافات والعادات، وتتعدد الفنون إلا أن الفن البحري هو الغالب، ومن تراث جدة العريق ألعابها الشعبية المختلفة وطُرز البناء المميزة، والأكلات الشعبية الحجازية المشهورة. ولجدة باع طويل في العلم والتعليم، حيث إن دور العلم والجامعات تبدو للزائر كالمنارات، أما المصانع والمعامل والحركة التجارية والصناعية فحدّث عنها ولا حرج، فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك مصانع للإسمنت، وللحديد والصلب، وللزجاج والألمنيوم والأثاث والملابس، ومصانع للبلاستيك وقطع الغيار، ومحطة لتحلية المياه المالحة، ومصفاة للبترول. قبل أكثر من سنة كنت في زيارة لمحافظة جدة، ومررت بحارة الشام القديمة (في جدة التاريخية) فلما دخلت الحارة إذ برجال (جداويّة) جالسين في (المركاز) فدعوني للجلوس معهم، وأثناء حديثنا عن مدن المملكة ومناطقها قلت لهم: جدة أم الرخاء والشدّة، فردّ علي أحد الجالسين من كبار السن - وهو يعتدل في جلسته - قائلاً: (لا، قل جدة أم الرخاء في الشدة). حفظ الله جدة وأهلها، وكل شبر من وطننا الغالي الكبير تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، آمين، آمين. ** **