أطلق باحثون يعملون في مستشفى «لابتيي سال بتريير» بباريس برفقة مختص في علم البيولوجيا العصبية وعضو في أكاديمية العلوم الفرنسية جان بيير شانجو، دراسة علمية لمعرفة الآثار الإيجابية المحتملة لمادة النيكوتين في التصدي لفيروس كوفيد-19، والنيكوتين هي من بين المكونات الرئيسية التي تدخل في صناعة السجائر وتجعل الشخص يدمن على التدخين. ووفقا لما نقلته (فرانس 24) أمس الأربعاء، فقد تم إطلاق هذه التجربة العلمية بعدما كشفت دراسة أجراها المستشفى الباريسي أن المدخنين هم أقل عرضة لفيروس كورونا مقارنة بغير المدخنين. فيما أكدت إلى أن التبغ ليس هو الذي يقي من فيروس كورونا بل مادة النيكوتين بحد ذاتها. وأوردت (فرانس 24) إلى أنها توصلت الدراسة التي نشرتها «مستشفيات باريس» إلى نتائج وصفت ب«المذهلة» إذ أظهرت أن الناس الذين يدخنون كثيرا، مثل المعتقلين والمرضى العقليين، لم يصابوا بشكل كبير بوباء كوفيد-19، ما قد يعني بأن التدخين يحمي من الإصابة بفيروس كورونا. وأجريت هذه الدراسة على 500 شخص أصيبوا بعدوى (كوفيد-19)، 350 منهم نقلوا إلى المستشفى وظلوا هناك عدة أيام في حين تمت معالجة 150 آخرين عبر استشارات طبية بدون أن يقضوا أياما في المستشفى، حسب الطبيب زهير عمورة الذي قام بهذه الدراسة. وأوضح في استنتاجاته أن الدراسة أظهرت أن 80 % من المدخنين تعافوا وأن نسبة الإصابات لم تتعد 5 % فقط في أوساط هذه الفئة من المرضى. وقام زهير عمورة بهذه الدراسة بعد أن التقى بالأخصائي في مجال البيولوجيا العصبية جان بيير شانجو، الذي كشف أن مادة النيكوتين بإمكانها أن تمنع إصابة خلايا الجسم بفيروس كوفيد-19 وتحد من انتشاره، بل أكثر من ذلك تتصدى له. لكن رغم هذه النتائج التي تفتح آمالا كبيرة، إلا أن الأخصائيين الاثنين دعيا إلى توخي الحذر وإلى عدم التدخين، لأن التدخين آفة اجتماعية والنيكوتين مادة تجر المدخن إلى الإدمان ، فيما أضاف الرجلان أن المسألة هي مسألة توازن بين الأخطار التي يمكن أن نتعرض إليها بسبب التدخين والإيجابيات التي يمكن أن نجنيها في حال الإصابة بفيروس كورونا. وستُجرى تجارب على ثلاث فئات بموافقة من السلطات الصحية الفرنسية ، يتم بموجبها تقديم لاصاقات من مادة « النيكوتين « لثلاث فئات: هي الأطقم الطبية: لمعرفة إن كانت هذه المادة تحميهم من الإصابة بفيروس كورونا أثناء عملهم في المستشفيات ، والمرضى المصابون بالفيروس: للتأكد من تراجع أعراض الفيروس عند تناولهم لهذا المادة، أما الفئة الثالثة فهم المصابون بالفيروس والذين يقبعون في غرف الإنعاش لمعرفة هل الحالة الالتهابية للمصاب بفيروس كورونا تميل نحو التراجع أم لا. وينتظر كل من الأخصائيين زهير عمورة، وهو طبيب في مستشفى «باتيي سال بتريير»، والمتخصص في مجال البيولوجية العصبية جان بيير شانجو الضوء الأخضر من قبل وزير الصحة الفرنسي أولفييه فيران ومدير الصحة في نفس الوزارة جيروم سالومون لإطلاق تجربتهم.