لم يعد من شيء بلا رابط مع كورونا، كل قضية في وقتنا ترتبط به بشكل أو بآخر. تحول الوباء إلى أزمة في الأكل والشرب والملبس والفن والرياضة والصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية والسياسة والصراعات الدولية. كورونا وباء العصر يحيط بنا من كل جهة ولم يعد من حديث إلا وهو محوره، الأمر طبيعي لأننا لم نكن نتخيل ما نحن فيه الحجر والتباعد وأشكال الحماية والوقاية، العالم بأكمله يعيش حدث كورونا من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب وفي اليابسة والبحار الكل يواجه خطر هذا الوباء الذي كنا نسمع ونقرأ في كتب التاريخ أشكالاً منه، ولكن ها نحن نعيش في معمعة وباء مخيف نربطه عندما نقرأ في تاريخنا الإسلامي بأوبئة فتكت بالناس، وحتى في تاريخنا الحديث قرأنا عن أوبئة فتاكة قد تكون أقسى من كورونا، ولكن الفرق هو الإعلام، أوبئة الماضي يعرفها محيطها أو قد تصل أخبارها إلى أماكن أخرى بعد انتهائها، أما كورونا فهي على وسائل التواصل والقنوات الفضائية، الإحصاءات تلاحقنا بالثانية، الأخبار عنها ليل نهار. ومن هنا يأتي الرعب والخوف خاصة الأخبار ذات الصبغة الشعبية من حيث العلاجات وطرق المكافحة، ولعل من أطرفها ما نقرأه من وصفات لرجال دين ينتمون إلى ديانات مختلفة ولكن يتحدثون بغير لغة العصر ويقدمون الأوهام للناس. وهناك نماذج كثيرة في الإنترنت والوقوف عليها إجباراً لأنها مما تبثه وسائل الإعلام. موقف الدين من كورونا هو الأخذ بالأسباب والدعاء واتباع التعليمات الصحية والاجتماعية والأوامر الهادفة إلى الوقاية بكل دقة لأنها تصدر عن جهات ذات علاقة تعرف جيداً وقع الوباء وخطورته وتسعى إلى الحد من أضراره.