ينتشر في الآونة الأخيرة أمر التحذير، والتنبيه من عدوى الفيروسات، وأساليب الحماية من الإصابة بأمراضها. وساعدت سرعة التواصل على أن يزداد الوعي بشأن الصحة الفردية، والعامة. وفي انتشار الأوبئة الدلائل الجازمة. وقد ارتفع مؤشر وعي الأفراد في المجتمعات البشرية حدًّا كبيرًا، وبات أمر متابعة أخبار الصحة ووسائل الوقاية متاحًا للجميع، ومعلومًا لدى الجميع حتى في الكهوف، والأدغال، وإن كانت مجازًا هي أية حال، وحيث يتنفس بشر.. صحة الحيوان من الأمور التي اقترنت بصحة الإنسان؛ لذا بات الناس على متابعة مستديمة لأخبار ما ينشأ في مجتمعات الأرض من أوبئة، وعدوى، وسُبل الوقاية والمكافحة. وتبرع كثير من المختصين الأطباء، والباحثين، وذوي الخبرة والمعرفة، لنشر ما لديهم؛ ليكون في متناول خبرة الأفراد، متاحًا لمعرفتهم ما يتم، وما ينشأ، وما يطرأ، ومتى يغدو وباء على الجميع، اتقاءً دون نقله، والحذر من الإصابة به.. وخير مثال الوباء المتفشي أخيرًا كورونا الجديد الموسوم ب»كوفيد19»؛ فهو الآن الرابض على بؤر الاستنفار العالمي لاتقاء انتقاله بين شعوب الأرض!!.. ما أستخلصه من هذا الاستنفار العالمي لصد هجوم هذا الوباء، ومنع حلوله، ومكافحة نزوله، ومحاربة جذوره، وسواه من أوبئة تنزل بأجساد البشر، هو هذه الأوبئة الأخرى المنتشرة بين البشر، وتنسرب كما الماء في أنسجة العقول والقلوب والنفوس!!.. الأمر الذي يدعو لاتخاذ المحاذير ذاتها، والانتباه إلى أن هناك فيروسات وبائية عديدة، ومختلفة، ليست كلها تنصب في أجساد الناس، بل هناك ما ينزل بقلوبهم، وبعقولهم، وبنفوسهم، فكيف سوف يستنفر الإنسان ما يحميه من مثل هذه الأوبئة؛ ليحافظ على صحة قلبه، وعقله، ونفسه، ووجدانه؟ حين هي منازل جوارحه، وأخلاقه، وكوامن إحساسه، وآليات سلوكه، حماية، وحفظًا لسلامتها من مصادر أوبئتها التي تنتشر، وترسلها إليه عبر وسائط ليست تختلف عن وسائط نقل وباء «كوفيد19»، وسواه من أوبئة تنزل بالأجساد، وتؤدي لموت الأرواح؛ فشدة فتكها بالأجساد تعادل تمامًا شدة نظيراتها التي تقتل النفوس، والعقول، والقلوب؛ إذ جميعها أوبئة شبيهة في شراستها مع البشر؛ ما يقضي على الحياة بشقَّيْها في الإنسان.