تتابع أحداث وباء كورونا على مستوى العالم وتتداخل الأحداث وتتنوَّع بحيث لم يعد هناك ما يطغى على أخباره، سنجد أخبار كورونا في الأدب، وسنجدها في الفن، وسنجدها في الرياضة، ولن تخلو منها السياسية. أما الاقتصاد فهو أهم ما يتصل بها الكساد المقبل والفقر الذي سيصيب قطاعاً عريضاً من البشر. الركود والبطالة ... تراجع التلوّث مع تقلّص حركة التنقّل بالسيارات والطائرات والسفن وغيرها. صفاء السماء وعودة زرقتها ... علاقة الإنسان بالحيوان حيوانات كثيرة تخرج من الغابات بحثاً عن الطعام ومقدمه الإنسان الذي اختفى بسبب قوانين الحظر والتباعد. أمراض نفسية.. غربة اجتماعية. كل هذا سقط على البشر دون تمهيد، جاء كالسيل الجارف.. وظهر دون مقدمات لأكثرية البشر، وإن كان هناك من تنبأ وتوقع بناءً على رؤية علمية أو حدس. والمهم أن البشرية بأكملها لم تنج من هذا الغزو الكارثي. قرأت في كتب التاريخ عن أوبئة وعن كوارث ومجاعات وقعت في مناطق من العالم عبر القرون. ولكن لا أظن أنها أحدثت في وقتها رعباً علمياً كما فعلت كورونا بسبب وسائل الإعلام التي تتصدرها أخبار كورونا ليل نهار.وبخاصة ما يتناقل في السوشيال ميديا، حيث يختلط الصحيح بالشائعات وتقدَّم الوصفات والنصائح وما إلى ذلك مما يدخل الفزع والخوف في مثل هذا الاضطراب ليس أمام الإنسان من ملجأ غير الأخذ بالأسباب والدعاء الصادق إلى الله بأن يزيل الكرب ويرحم العباد إنها عظة عندما يجد الإنسان نفسه في حيرة رغم التقدّم العلمي والاكتشافات والاختراعات أمام جرثومة خفيَّة تتنقَّل عبر القارات دون أن تصد. عظة ودرس عميق وكبير يدفع بنا إلى طرح الكثير من الأسئلة، ولكن لا أجوبة دقيقة ونهائية. لا يبقى إلا الثقة الكاملة بقدرة الرب على إنهاء كل هذا، والعودة إلى حياتنا السابقة مع دروس جديدة وقواعد نطبّقها تفيدنا في بناء تعامل آخر ونهج مختلف. دمتم سالمين.