أضحك بملء فيّ من الشباب والشابات الذين يستعجلون في طباعة ما يكتبون، والأدهى من ذلك دور النشر التي يصحّ أن نطلق عليها «تجّار الشنطة»، وهي تمارس كل حيلة على هؤلاء الكتَّاب، فكيف تعمل بعض هذه الدور؟ الإجابة تكمن في احترافية إقناع الكاتب/ة بأن هذه الدار معتمدة ولها شعار متقن ومعروف، ثم تتغابى هذه الدور خلف «سلامة» الإجراءات. أما الطريقة الأخرى في حيلهم الإقناعية: يفتح لك المحادثة على الفيس بوك مثلاً مجموعة تقنعك بأنهم يشتغلون على غلاف منتجك ويدققونها، وفي الواقع هم محترفو الكذب بامتياز. أما آخر طرائقهم في افتراس ضحاياهم من الكتَّاب والكاتبات فهي: العقد، وهو المهم عندهم في الآخر ت/يوقع الضحية بعد كل هذا الاحتراف والسلب ليخرج الكتاب مهترئًا في مضمونه «مزركشًا» في غلافه! وبه أخطاء إملائية ونحوية ولغوية. ويتضح بعد ذلك أن هذه الدور مجرد سماسرة رئيسها رجل يدعي أنه دكتور، وهو يأخذ الكتاب ويطبعه في مطبعة ليست ملكاً له وتكتشف بعد حين أنه أصلاً ليس له دار نشر! والذي يؤلم أكثر أن كل الكتب التي طبعتها دار نشره اسماً وصفةً وشعاراً ما هي سوى دمى معلَّقة في مخزن تحت «درج» أحكم ربطها وغبارها كل ما طلب مساكين الشهرة الزائفة من الكتَّاب أخذها وبعثها بسعر مختلف عمَّا اتفقوا عليه! وهذه الكتب - للأسف - لا تشارك في أي معرض للكتاب سوى في دولة الناشر، والقانون لا يحمي المغفلين. نصيحة أيها الكتَّاب لا تستعجلوا في النشر.. فهذا العلاَّمة الفارقة في الثقافة السعودية المرحوم عبد الله نور لم ينشر مطبوعاً بالرغم من إرثه الأصيل، وكذا فعل شيخه حمد الجاسر حين نشر معظم كتبه في عمر متقدم. وأنتم يا أنديتنا الأدبية رفقاً بكتَّابنا الشباب.. افتحوا لهم أبواب الإبداع وافرشوا في طريقهم ورود المساعدة وطباعة منتجهم.. ارحموهم يرحمكم الله.