اللحاق بالأمم المتقدمة وتخطيها في أول تحد لإثبات الذات في تحقيق الطموح اللامحدود للرياض، والنجاح في أول اختبار يواجه العالم أجمع (فيروس كورونا كوفيد 19)، والذي لم تستطع تجاوزه بعض الدول المتقدمة أو بالأحرى لم تصمد أمامه، هاهي الرياض تواجه هذا التحدي وتثبت للعالم أجمع بقوتها وطموح قيادتها الرشيدة بالوصول لمصاف الدول العظمى، الكل يقف احتراماً للسعودية بالخطوات الاستباقية والاحترازية لمواجهة هذه الجائحة التي حطت رحالها في الكرة الأرضية ونشرت الرعب في قلوب البشرية أجمع. وهنا تعود بي الذاكرة لكلمة ولي عهد المملكة العربية السعودية في مبادرة مستقبل الاستثمار (أنا أعتقد أن أوروبا الجديدة هي الشرق الأوسط)، لم تكن كلمة عابرة بل كانت أحد أهداف 2030 التي رسمها بعناية فائقة، وها نحن اليوم نرى تحقيق هذا الهدف، وفي وقت عصيب على العالم أجمع، فلم تكن التحضيرات على الجانب السياسي والاقتصادي فقط بل في جميع الجوانب التي تضمن الحياة الكريمة للمواطن السعودي، وتوفير جميع المقومات التي تنهض بالسعودية لتحقيق الريادة في جميع المجالات. لقد قامت السعودية داخلياً عبر حزمة من الأنظمة والقرارات والمبادرات بالتصدي لفيروس كورونا، مثلت هذه الحزمة صورةً لإنسانية السعودية التي لم تفرق بين المواطن والمقيم، حتى وإن كان غير نظامي، وتمثل ذلك في كلمة خادم الحرمين (بذلنا الغالي والنفيس للمحافظة على صحة الإنسان وسلامته)، وخارجياً حرصت السعودية على صحة الإنسان في جميع بقاع العالم إذ دعت لعقد قمة عشرينية وذلك بسبب بطء الإجراءات التي اتخذتها دول العالم للتصدي لهذه الجائحة، والتي خرجت بالتعهد ببذل كل ما يمكن للتغلب على جائحة كورونا، وضخ خمسة تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي. اليوم كأن شعار المملكة يتحدث (سيفان ونخلة)، سيف يتمثل في رجال الأمن والجيش، فمنهم من يحمي الحدود في الخارج ومنهم من يحمي المواطنين من خطر التجمعات في الداخل، وسيف لرجال الصحة ومن هم في الميدان المدني في الداخل «كلنا مسؤول»، أما النخلة التي تمثل إنسانية قيادتنا الحكيمة والتي تلقي علينا من ثمارها وتطمئن الجميع بتوفر كل ما يحتاجونه من غذاء ودواء ورعاية صحية واجتماعية عالية المستوى، ولم تكتف بذلك، بل سهلت على مواطنيها والمقيمين على أراضيها كل التعاملات وأمرتهم بالراحة في منازلهم، دون انقطاع أجورهم بل حتى إعفائهم من بعض الرسوم الإدارية والأقساط الشهرية والالتزامات المالية، هذه هي مملكة الإنسانية. لقد حاكت الرياض لحافاً أطول ومدت أقدامها كما تشاء، ولم تمش بجانب الطريق بل عبدت الطريق وسارت على الخطى المرسومة ولن يوقفها شيء، صورت من خلال رؤية 2030 المستقبل بخطى علمية مدروسة وبدقة متناهية، لتواجه العالم بالصورة المشرفة. أنا سعودي أنا إنسان، أنا سعودي ضد التطرف والإرهاب، أنا سعودي أنا مصدر الاطمئنان. ** **