(بصراحة) رغم انشغال العالم بكامله بفيروس كورونا، وما نتج عنه من شلل وشبه موت لجميع مقومات الحياة، وضرب جميع شرايينها ومكتسباتها على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية والترفيهية، حتى أصبح الفراغ والملل العلامة الأبرز للجميع بعد العزل الذاتي لكل شخص، وابتعاده عن اللقاء أو الاحتكاك بأقرب الناس إليه تماشيًا مع التوجيهات والنصائح، حتى يرفع الله الضرر وهذه الجائحة التي نسأل العلي القدير أن تنتهي عاجلاً غير آجل.. في غضون هذه الظروف نجد أن العنوان الأبرز للحديث وملء الفراغ رياضيًّا على مختلف الأصعدة إلا مَن رحم ربي هو أشبه بأخبار الصيف الفارغة، حتى أن البعض أصبح يبحث وينبش بالأرشيف، ويعود لعقود وحِقَب مختلفة من الزمن. والأدهى والأمرّ من هذا هو التقليل أو التشكيك بتلك الحقبة وأحداثها وآثارها رغم أنها جزءٌ من تاريخنا الرياضي الطويل والمشرف. وما لفت انتباهي أكثر هو محاولة المقارنة في الإنجازات، والتقليل من إنجازات المنافس حسب ميول المقيّم الذي وضع لنفسه الحق أن يوثق حسب ميوله مستندًا إلى لجنة أو جهة غير مكتملة، ولم يُعترف بعملها الناقص والمتناقض. لقد أظهرت وأفرزت لنا هذه الجائحة ثقافة البعض، وأسلوب طرحه غير المقبول عند المنافس، أو الذي يحمل الميول نفسها، حتى أن هذا الفراغ الرياضي العالمي والمحلي كشف لنا مَن كان يرسخ ويؤكد أن إعلامًا معينًا مهتم بالمنافس، وليته يهتم بناديه، ولكن اليوم اتضح العكس؛ إذ إن من يدعي ويكرر ذلك هو من يكتب ويتحدث عن منافسه وإنجازاته ومحاولة التشكيك في تاريخه وتأسيسه ومنجزاته حتى في عالميته المميزة.. ولكن ليثق الجميع - وهذه قاعدة ثابتة - أن من يشكك أو يقلل من إنجازات الآخرين، خاصة المنافسين، يقدم دليلاً دامغًا ومؤكدًا أنه غير واثق بإنجازاته. نقاط للتأمل - اليوم والعالم جميعًا منصبّ تفكيره وعمله على زوال جارحة كورونا، ومحاولة انحصارها وتلاشيها نهائيًّا، نجد مَن يتحدث عن أمور هامشية، مثل عودة المنافسات الرياضية، أو الرحلات الجوية، أو عودة الكافيهات والمطاعم. وأنا أؤكد أن لا شيء سيتم فتحه والعودة لطبيعته قبل أن تُفتح بيوت الله، وتعود العبادة وأداء الصلوات من خلالها بإذن الله. - حديثه عن منجزات نادي النصر وبطولاته أمر غريب؛ فلا جديد؛ فالكل يعرفها، وليس العالمي بحاجة لأي جهة أو شخصية ليؤكدها؛ فالعالمي شرف رياضة الوطن على مختلف الأصعدة، ومن يشك ويقلل من بطولاته وإنجازاته فعليه أن يراجع نفسه، ويتأكد أن وضعه طبيعي. - أنا لست مؤرخًا، ولا أملك الحق في ذلك، لا في الحديث، ولا في الكتابة، ولكن أستند لوسائل إعلام وصحف محترمة، وذات مصداقية، والكل يثق بها، فنجد أن بطولات النادي كانت 29 بطولة في عام 1431ه، وحقق بعدها وخلال السنوات العشر الماضية 8 بطولات فقط، ولكن هناك من (دبلها) حتى أصبح عدد البطولات ما يقارب الستين، فسبحان الله كيف (تدبلت)؟ وكيف (نقز) العدد إلى هذا الرقم؟ وكيف حدث ذلك؟.. لا أحد يعلم. وجريدة الجزيرة العملاقة مستند؛ يمكن الرجوع إليه. - حتى في زمن طاعون كورونا أشغلهم نادي النصر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ فالمقالات عنوانها النصر، والحديث جله عن النصر، والنقاش عن نجوم النصر، حتى اللقاء مع نجوم الفرق الأخرى السؤال الأول والأهم المفاضلة بين نجم النصر وهدافه ونجوم الفرق الأخرى. بالفعل العالمي مشغلهم، ومقلق مضاجعهم.. ومهما وصلوا وحققوا ما زالوا يقفون خلفه «ويا زمن العجائب وش بقى ما ظهر». خاتمة اللهم بشِّرنا بزوال هذا الوباء، وارفع عنا هذا الابتلاء، وطهِّر الأرض منه، واشفِ مرضانا ومرضى العالم أجمعين، إنك غفور رحيم. اللهم قلتَ وقولك الحق {... وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}؛ فاللهم نستغفرك ونتوب إليك من جميع الذنوب. وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة (الجزيرة)، ولكم محبتي. وعلى الخير دائمًا نلتقي.