صدر حديثًا للزميلة الكاتبة في صحيفة «الجزيرة» الشاعرة الدكتورة فوزية أبو خالد، كتاب بعنوان: «سيرة الأمهات»، صادر عن المركز الثقافي للكتاب، في طبعة أولى 2020، من تقديم عبد العزيز الخضر، حيث سيكون الكتاب متوافرًا بين أيدي القراء من خلال المنافذ الإلكترونية، بعد أن كان من المفترض أن يكون ضمن إصدارات الدار في معرض الرياض الدولي للكتاب، وعبر معارض الكتاب العربية، التي تم تأجيل إقامتها، ضمن الإجراءات الاحترازية الوقائية من فيروس كورونا. أبو خالد ترى أن هذا الإصدار جاء بوصفه حفرًا في مفهوم سيرة الأمهات في المجتمع السعودي، وبأنه مواجهة بين قطبي السيرة بما تمثله من عمق وامتدادت وتحولات على مختلف المستويات، وبين الأمهات بوصفهن الرمز الوطني والمجتمعي، وبوصفهن الوجودي، ما يجعل من كتاب «أبو خالد» جديدًا في مضمونه، وجادًا في طرحه بما يحمله من رؤى فكرية ونقدية استقرأت من خلالها فوزية هذه السيرة بمداد الباحثة، ورؤية الناقدة، ووجدان الشاعرة التي كانت الأنثى بوصفها الأم والأخت والابنة مكونًا رئيسًا في الكثير من قصائدها، وعتبة رئيسة في العديد من عناوين قصائدها ودواوينها الشعرية. كما جاء إصدار المؤلفة في سياق عنوانه، يحمل رؤية جديدة في أبعاد سيرة الأمهات، بوصفه رؤية نقدية، وبوصفه خطابًا أنثويًا، ولكونه نداء تبعثه أنثى إلى ضمير كل قارئ وقارئة، في متعاليات سرية بين الأمهات والقارئ والمؤلفة والحياة بكافة مكوناتها الثقافية والفكرية والاجتماعية، ويضع الأم مجددًا في إصدارات فوزية أبو خالد أمام مناظير جديدة للرؤية التي جاءت نتيجة وعي بمراحل عدة ثقافية وفكرية عاشها المجتمع السعودي، ونتيجة تجربة ناضجة للمؤلفة بوصفها الشاعرة والناقدة والكاتب، التي جعلت من كل هذه الشرفات ملتقى لتدوين سيرة الأمهات في هذا الكتاب، وكأنها تعيد إلى الذهنية الثقافية استقراء سيرة الأم مرة أخرى، ومن زوايا مختلفة التطواف، جعلت منها المؤلفة فضاءات مفتوحة على الكثير من التساؤلات التي تفتح نوافذ للقراءة، وتضع بين بصر القارئ وبصيرته صور جديدة وأخرى مبتكرة في استعادة قراءة سير الأمهات في المملكة العربية السعودية.