بحمد الله وفضله غطت الأعمال التي قامت بها حكومة المملكة الرشيدة للوقاية والاحتراز من الوباء العالمي، وجائحة كورونا التي ضربت العالم، كل مجالات حياة المواطن السعودي في الداخل والخارج، ولم تفرق بين أهم ومهم، وإنما كان المقياس واحدًا؛ لأن النتيجة هي الهدف من وراء كل إجراء تم، وكل ما اتُّخذ. الهدف هو حماية الإنسان في هذه البلاد: المواطن والمقيم على السواء دون تفريق، الكبير والصغير من غير استثناء.. وذهبت الخطوات والإجراءات التي اتُّخذت تدريجيًّا مضربًا للمثل في كثير من دول العالم، والحمد لله على نعمه وفضله. الثقة الكبيرة من الجميع بأهمية وضرورة كل أمر صدر ويصدر أدى إلى تجاوب طبيعي جدًّا، وحتمي للغاية، وتفاعل كبير وسريع؛ وذلك يدعو للفخر والاعتزاز. الكل لمس ذلك من أول قرار وأول يوم، وبلغ الأمر ذروته بعد الكلمة الأبوية الضافية للقائد الوالد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- التي لامست شغاف القلوب والأفئدة، ونزلت بردًا وسلامًا على النفوس والجوارح، وكانت موضع اهتمام وإشادة في العالم، وهو ما يشهد به الأنباء التي تتوارد، والمقاطع التي تُتداول، وما ينشر في وسائل الإعلام ووسائل التواصل، وذلك فضل الله على هذه الأرض الطاهرة ومَن عليها. سيستمر كل ذلك، وستكون النتيجة انتصارًا قادمًا على هذا الوباء مهما تمدد، وسيتحول قريبًا إلى حكاية، فإرادة إنسان هذه الأرض المدعوم بالجهود والإمكانيات والسبل والاحتياجات كافة أقوى بحول الله وقوته . رياضيًّا النشاط الذي تسابق الكثيرون إلى طرح توقعاتهم بشأن مستقبله منذ اللحظات الأولى لتعليقه هم اليوم أكثر ثقة بأنه سيعود -بإذن الله- قريبًا، ويستأنف برامجه ومنافساته ومسابقاته وأنشطته كافة، ويكمل الموسم من غير تأثر أو انزعاج، وبقرار يضع المصلحة العامة للوطن والإنسان الرياضي فوق وقبل أي اعتبار. سيقبل الجميع، وستتحول كل الآراء والأماني والتوقعات إلى (حكاية) أخرى.. وسنردد بصوت واحد: اللهم لك الحمد والشكر. كلام مشفر * لا خوف إطلاقا على مسابقاتنا الرياضية والقرار المنتظر بشأنها بعد التخلص من الوباء. لن تضيع حقوق، ولن يضام فريق، وستكون لنا كالمعتاد خصوصيتنا، ولن تخرج عن (خارطة الطريق) التي يهتم الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بوضعها لدول العالم أجمع. * سواء أكان القرار استئناف وإكمال الموسم الرياضي (وهو ما أرجوه)، أو جعله موسمًا أبيض (وهو ما قد يحدث) فإن الحقوق لن تضيع. لن يهدر مجهود أي فريق وما بذله لبلوغ إنجاز له، ولن يذهب عمل قُدم من أجل الصعود وبلوغ درجة أعلى، لكن التضحية واردة! * التضحية الأقرب ربما تكون ببعض البطولات، سواء على صعيد المنتخبات والمنافسات القارية أو البطولات المحلية؛ إذ يحتاج اللاعبون إلى وقت للتهيئة والجاهزية من جديد قبل العودة للمستطيل الأخضر. ولكسب الوقت لا بد من التقليص بإلغاء بعض البطولات وضغط بطولات أخرى. * أما بخصوص اللاعبين المحترفين وعقودهم، خاصة اللاعبين غير السعوديين، فالأكيد أن القرار سيكون دوليًّا. وقد وضح اهتمام فيفا بهم، وسعيه لوضع حلول تخدم اللعبة، وتضع مصلحة اللاعبين والأندية على السواء في الاعتبار؛ وهو ما أفصح عنه صراحة رئيس الاتحاد الدولي السيد (جياني إنفانتينو) بعد الاجتماع الأخير الذي تم بالفيديو بين أعضاء الاتحاد. * تحية إجلال وتقدير للقنوات الفضائية السعودية، التي اختارت استمرارية برامجها الرياضية، والمشاركة بطريقتها في تقديم محاورها الرياضية، مطعمة بموادها التوعوية والوطنية، ولتسهم في مشاركة الشباب والرياضيين (تسرية) عنهم أثناء ساعات الحظر القسري في هذه الظروف البائسة رياضيًّا. * الشكر لهم، وبشكل خاص للجنود المجهولين في تلك البرامج (النشطة)، وتحديدًا فرق الإعداد؛ لما يبذلونه من أجل انتقاء مواد وموضوعات تناسب الوقت والجميع في ظل توقُّف تام للأنشطة والمسابقات في كل أنحاء العالم. * حتمًا سيكون الحظر الجزئي مفيدًا جدًّا لكل من سيعمل على الاستفادة منه لمصلحته من الرياضيين. والأمر لا يقتصر على التمارين (البيتية) وابتكاراتها التي شاهدناها من بعض المسؤولين واللاعبين والنجوم الحاليين والسابقين، بل إن الفرصة ستكون كبيرة ومتاحة لأصحاب القرار في الأندية من مديرين تنفيذيين وإداريين ومشرفين لمراجعة أعمالهم وبرامجهم، وتقييم إنتاجهم، وإعادة النظر في خططهم واستراتيجياتهم، وكيفية تنفيذها، وحتى في علاقاتهم بموظفيهم، وتعاملهم معهم. إنها فرصة سانحة لجعل العودة بعد (وقفة كورونا) مختلفة كليًّا ومفيدًا جدًّا.. والحياة فرص. * اللهم اصرف عنا الوباء، وقنا شر الداء، ونجنا من الأمراض والأوبئة والفتن ما ظهر منها وما بطن، إنك على كل شيء قدير.