«كنت أعلم يقينًا أن كل شيء سيمر» هكذا قرأت يومًا في مجلة كانت ملقاة في أحد صالات الانتظار... وقعت تلك العبارة مني وقعًا غريبًا.. فعلا سيمر ولكن ماهي الطريقة التي سيمر بها وكيف ستكون وماهي النتيجة حينها.. كنت أعلم أن البعض يتجاوز أي حادثة تمر به دون أدنى تأثير والبعض يهوي ويتعثر وهناك من لا يمكنه مواجهة الحياة لفترة من الزمن... في تلك السنوات التي مضت كُنْتُ أجهل أمورًا كثيرة ليس لسذاجتي ولكن بسبب حبي للحياة ونقاء قلبي ولأنني خُلقت كارهة للكذب في كل معاملاتي، كنت أتعامل بحسن الظن حتى وجدتُ ما وجدت... فقبل سنوات فقدت أمرا غاليا على قلبي فظننت من فرط جهلي أنني لا أتجاوزه ولن أنساه كنت أظن أن فقداني لذلك الأمر كان خسارة لن تعوض... كيف تصرفت حينها ؟! هناك من قلب الخسارة وقفت بكل صمود.. حيث بدأت للجميع بأني إنسانة هشة كنت متماسكة كأعظم ما يكون.. كنت أتظاهر بالألم وفي قلبي طمأنينة عجيبة.. كنت أنزف الحزن في حروفي فقط.. لكن بداخلي قوة وثقة تدفعني للأمام كان قلبي ويقيني يحدثاني أنني سأنجو من هذا كله.. يا الله على تلك الأيام التي تخطيت بها أصعب اللحظات لوحدي دون أن أسند رأسي على أي كتف كنت أتلذذ بتلك الصعاب أصبحت عزلتي الروحية علامة انتصار.. قال أحدهم حين رآني أتخطى كل شيء حولي بدون اهتمام «المرأة لا ترحم حين تغضب» .. قلت له حينها «بل المرأة حين تخسر شيئا ما فإنها تعوضه بأشياء أفضل وأجمل ولكن حين ترغب وتشتهي.. حين لا تتقوقع على نفسها».. أدركت أن كل شيء في هذه الحياة يحتاج إلى وقت كي يمر وينتهي ربما نحتاج أن نحول الأمور لصالحنا حتى لو كانت موجعة «فأنا منذ صغري أتقنت بذكاء مهارة إعادة تدوير الأشياء المتهالكة لتصبح شيئًا فاخرًا قابل للاستخدام فأصبحتُ أكرر عملية إعادة التدوير مع أي شيء تهالك في روحي وانتهى من حياتي».. تعلم يا صديقي أن تسدل الستار فورا في حال انتهت تلك المسرحية التي لا طائل منها سوى هدر الوقت وضياع اللحظات.. لا شيء في هذه الحياة اسمه خسارة... ولا شيء يدل على أن الطريق توقف بك هنا .. بل تلك العثرات تدل على أنك قد سلكت طريقًا غير صحيح وعليك تعديل المسار فورًا ... صدقني نحن لا نتجاوز إلا حين نقنع أنفسنا أن هذا الأمر انتهى وأنه لم يُكتب لنا ولم يعد يخصنا حينها سيعطينا الله قدرة هائلة على المضي قدمًا.. ** **