يمر طريق حج البصرة بمحاذاة عنيزة في منزل القريتين على وادي الرمة شمالها، وقد سبق تحديد هذا المنزل في مقال سابق بأنه العيارية إحدى القريتين، ومن وجهة نظري أنها هي المنزل، فأين تقع القرية الأخرى من القريتين؛ والتي وإن كان تحديدها أقل أهمية من القرية الأخرى التي سبق تحديدها لأنها ليست منزلاً للحاج، إلا أنها تحتاج إلى تحديد هي الأخرى. يقول وكيع في كتابه «الطريق، ص338»: (ومن العوسجةِ إلى القريتين اثنان وعشرون ميلاً أخبرني عبدالله بن عمرو عن علي بن محمد بن سليمان عن أبيه قال: «القريتان الدُنيا منهما قرية ابن معامر والأخرى قرية بناها جعفر بن سليمان وبها حصنٌ والقريةُ يقال لها العسفر وهي بلد نخل تطرد بين أضعافها عيون في مائها غلظ وأهلها يستعذبون ماء عنيزة وهي على ميلين من القريتين...»). وقريتنا التي هي المنزل هي قرية ابني عامر وهي التي تسمى حالياً العيارية فهي الدنيا منهما (الغربية) والقرية الأخرى هي زبيدة (العمارة) وهما قريبتان من بعضهما والشرقية منهما تحتوي على بقايا حصنٍ وتبعد عن الجسر الشرقي المقام على وادي الرمة بين عنيزة وبريدة نحو كيلومتراً واحداً إلى الغرب وهما يشكلان في بعدهما عن عنيزة شرق (قرب الجامع الكبير) مثلث متساوي الساقين طول ضلعاه ما يقارب الأربعة كيلومترات لكل منهما، أما تسمية الموقع بزبيدة فخطأ درج عليه العامة بنسبة كل معالم الحج في الطرق إلى زبيدة وهي التي تولت -رحمها الله- الطريق الكوفي الذي لا يمر بعنيزة، وهذا خطأ شائع حتى عند بعض المؤلفين فلينتبه. وبين هاتين القريتين موضع يقال له لدى الأهالي العبسة ويعني المكان الذي يُكثر فيه العبس أي بعر الدواب، وهذا يؤيد كونه طريقا كانت تمر عليه الدواب والقوافل بكثرة إلى درجة لوحظ معها كثرة البعر خلاله، كما يكثر في الموقع الفخار القديم الأثري وهو في العيارية عباسي مزجج علامة على العصر العباسي، أما زبيدة ففخارها أكثر قدماً منه، وقد قامت الآثار بدراسته عام 1399ه ونشرت الدراسة في مجلة أطلال العدد الرابع عام 1440ه. ** **