تدرك هيئة الرياضة السعودية تنفيذ خارطة الطريق المرصودة نحو تفعيل خططها المستقبلية، وكذا الحال لاتحاد الكرة المتناغم مع التوجُّه العام للتطوير بالرغم من «زنقة» توقيت البداية العملية التي صادفت انطلاقة الموسم الكروي. وتبقى الأنظار تترقب «ثورة» اللجنة الأولمبية للدخول في مضمار المستقبل بحزمة إجراءاتها التصحيحية للنهوض بأبطال المملكة الأولمبيين. التطوير وواقعه يسير بعيدًا عن «الأعين» الإعلامية والجماهيرية، بمعنى أنه «أحادي» المسار، «رسمي» وليس «شعبيًّا»، وهو أمر محبط للغاية؛ فالغالبية العظمى لا يدركون حجم «المخطط» للقفز برياضة وشباب الوطن بشكل فعلي لا على الورق. الذهنية الجماهيرية تستقي معلوماتها من «الإعلام»، ثم تقفز لتتصدر «الترويج». وما يحصل حاليًا أنها تستقي «القشور» نظرًا لغياب الفاعلية الإعلامية المحترفة، والاكتفاء بتحويل «أغلب» البرامج لسهرات «حوارية»، ويُسمح لكل من «هب» و»دب» بالتعليق على أي « قضية» حتى لو كانت عن «علم التشريح الجنائي»؛ فالمهم أن يتكلموا تحت شعار «عاوزين مشاهدات أعلى»..!! طبعًا الاستثناء موجودٌ وواجب للبرامج «المحترمة». تسويق «المستقبل» الضخم الذي ينتظر الرياضة السعودية مهم جدًّا لصناعة «شعبية» للألعاب كافة. وما يحصل الآن «نذير» خطر «جماهيري» لمزامنة ما هو مخطط، وما سيُنفَّذ «مشاريع, انفتاح استثماري, مراكز المواهب, تحديد أنماط الرياضة بالمناطق, التخصيص، التفاعل الإلكتروني, طبيعة التنافس وآلياته, أكاديميات حقيقية». فالمستوى المطروح إعلاميًّا موجَّه لكرة القدم، ويفتقر للكثير من «الاحترافية»، بل يمكن اعتباره «مشوهًا» للصورة الكروية بالمملكة..! البحث عن «شعبية» يختلف عن صناعة «الصورة»؛ فالأولى فوضوية، ولا قيود يمكن أن تتبعها حتى لو وصل الأمر للسخرية غير «المؤدبة»، فيما الثانية مرتبة ومدروسة بعناية فائقة الجودة لإيصال الرسالة المطلوبة..!! الرياضة ميدان للتنافس، وبدون إعلام جريء و»مشاغب» لا يمكن أن تكون «مهضومة». والافتقار للمعرفة الإعلامية العلمية أفقدنا تكوين منتجات «جيدة»؛ فبقيت «الطاولة» و»الكراسي» و»الجلسة» أسلوبًا «متكررًا»، تختلف فيه «الثرثرة» من صورة لأخرى..!! الطبيعي أن يتم صناعة «إعلام»، يواكب المرحلة، ويُعطَى الفرصة الحقيقية للظهور؛ فصناعة «التحولات» مسؤولية كبيرة، من الظلم أن يقودها إعلام يخشى التطوير، ويصر على تبعية النمط «الشعبي» ظنًّا أن «التغيير» مقبرة..! سيعاني المسؤول الرياضي أيًّا كان موقعه؛ لأنه أصبح مطالبًا بتقديم أعماله «دليفري» لوسائل الإعلام؛ فالصحفي الميداني أصبح «عُملة» نادرة الوجود، وهنا الخطر الذي يهدد نجاح تقديم كل عناصر التطوير القادمة؛ فالمسألة ليست مرتبطة «بمرحلة»، بل بمستقبل إعلام، اعتاد «الخمول» و»الكسل»، وأصبح كل ما يستطيع عمله هو ملء ساعات الفترات الذهبية للمشاهدة بأعلى مستوى من الطرح الشعبي «مع الاحترام للاستثناءات»، الذي يصبح وقودًا للتعليقات بوسائل التواصل الاجتماعي؛ لتتشكل الصورة المضحكة عن واقعنا، وكأن من يدير الرياضة السعودية «جهلة»، لا يفقهون شيئًا، وعليهم كل «ساعة» أن يُظهروا أعمالهم وأخبارهم ومشاريعهم، وعسى أن يتم تغطيتها بالشكل الذي تستحقه..! نقطة جديرة بالذكر: هيبة المؤسسات الرياضية وحماية مسؤوليها تعتبران من أحد أهم أسلحة الدفاع عن صورتها، وهنا على كل قطاع رياضي أن يمتلك الشجاعة لمحاسبة كل من ينشر الكذب والبهتان والتشويه، وملاحقته قانونيًّا، مع الاحتفاظ بحق الاحترام للنقاد حتى القاسين منهم؛ فبدون «النقد» يموت الإعلام..!! أرى أن تأسيس إعلام موازٍ، يمتلك الأدوات واللغة والعلم الإعلامي، مسؤولية عاجلة، والبداية تكون داخل «اللجنة الأولمبية» مَوطن الرياضات والاتحادات. في المطبخ الرياضي شيء.. وواقع الصورة والنظرة شيء آخر.. أفيقوا للمنصات الإعلامية القادمة قبل أن يستولي عليها «اللاإعلاميون»..!!