كان من المفترض أن لا أكتب في هذا الموضوع لأنني طرقته كثيراً وطرقه غيري أيضاً ولكن ما لاحظته من أن الأمر يزداد سوءاً يوماً بعد يوم آخر يجعلني أعيد الكتابة عنه مرة أخرى ولعلي أعيده مرات ومرات. وهذا الموضوع الذي شغلني ودون شك يشغل فكر كل إنسان حريص على هويته العربية الإسلامية هو هذا الاندفاع الكبير نحو اللغة الانجليزية ليس في مجال البحث والعلم ولكن في مجالات أستطيع أن أقول إنها مبتذلة عندما ترى اثنين من السعوديين أو من العرب عموماً يتحدثان بالإنجليزية فيما بينهما، أو أن تسمع من يتحدث بها في مؤتمر علمي يشهد أغلبيته من العرب، أو تجد ذلك في مقابلة على وسيلة من وسائل الإعلام ويكون الحوار نصفه بالعربي ونصفه بالإنجليزية. كل هذا يدفع إلى التساؤل عن الكيفية التي يجب أن نتعامل بها مع هذه الظاهرة السيئة والتي تدلل على ضعف في الشخصية وعدم اعتزاز بالهوية وشعور بالنقص يغلف هذا الادعاء الفارغ باستخدام هذه اللغة ليظهر الإنسان على درجة كبيرة من الثقافة في حين أن المعروف أن من يستخدمها على هذا النحو المبتذل لاعلاقة لهم بقضايا علمية أو فكرية. إن المطلوب أن تبذل وسائل الإعلام في المملكة إضافة إلى المسؤولين في المؤسسات العلمية والثقافية جهدها الصادق في دراسة الظاهرة وتلمس مدى خطورتها على الأجيال القادمة، ثم كيف تتم مكافحتها لنعيد الأمور إلى نصابها الحقيقي وهو استخدام اللغة العربية اللغة الرسمية ولغة الانتماء العربي الإسلامي.