ذكرت مصادر أن قائد الجيش الليبي خليفة حفتر يرفض أي تدخل أو وساطات أو مشاركة لتركيا في الإشراف على وقف إطلاق النار في البلاد، لافتًا إلى أن المسودة الروسية تجاهلت عددًا من مطالب الجيش الليبي. يأتي ذلك فيما نقلت فيه وكالة «تاس» عن الخارجية الروسية قولها، إن «موسكو تواصل العمل مع الأطراف المتحاربة في ليبيا كي تجد تسوية». وأضافت مصادر أن بند سحب القوات التركية من ليبيا لم يكن موجودًا في الهدنة، مشيرة إلى أن حفتر يتحفظ على عدم تجميد الاتفاقية بين «الوفاق» وتركيا. وأوضحت أن حفتر اشترط عدم توقيع «الوفاق» على اتفاقيات من دون الرجوع للجيش. وقال مصدر عسكري بالقيادة العامة للجيش الليبي أن حفتر سيشترط حل الميليشيات المسلحة وتسليم أسلحتها، قبل التوقيع على اتفاق استمرار الهدنة بين قواته وقوّات حكومة الوفاق، اللذين يتنازعان منذ أشهر على العاصمة طرابلس. وأوضح المصدر أن حفتر والوفد المرافق له سيقومان بمراجعة كل بنود الاتفاق من جميع الجوانب للوقوف على الثغرات الموجودة فيه، ودراسة نتائجه قبل أخذ قرار بشأنه. وأكَّد «أن حفتر لن يوقع على الاتفاق إذا لم يتم تعديله بإضافة بند ينص على حل الميليشيات وتفكيكها ونزع أسلحتها، لأنه لا يعترف بهم ولا يرى استقرارًا في ليبيا إلا بعد التخلّص منهم». ودعت مسودة الاتفاق الليبي الطرفين لوقف جميع الأعمال العسكرية الهجومية، مع تشكيل لجنة عسكرية لتحديد خط الاتصال بين الطرفين المتحاربين. وبحسب مصادر، شملت مسودة الاتفاق خطوات متبادلة من أجل استقرار طرابلس ومدن أخرى في ليبيا. وفي وقت سابق، أفادت مصادر بوجود ثغرات كبيرة بمشروع الاتفاق بين الأطراف الليبية، فيما أكَّد الجيش الليبي، الاثنين، أن قواته باقية في مواقعها ولم تنسحب من العاصمة طرابلس. وكان حفتر والسراج قد وصلا، الاثنين، إلى موسكو لإجراء محادثات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. من جهة أخرى أكَّد مصدر عسكري مقرب من قيادة الجيش الوطني الليبي، أمس الثلاثاء، أن القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، المشير خليفة حفتر، غادر موسكو دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار. وقال المصدر العسكري الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك، إن «القائد العام للجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر قد غادر موسكو الآن متوجهًا إلى بنغازي، ولن يوقع على الاتفاق ما لم يتم وضع جدول زمنى لإنهاء وحل المليشيات»، مشيرًا إلى أن «هذه نقطة الخلاف على عدم توقيعه». وأضاف المصدر، أن «الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير حفتر باق على الاتفاق ولكن الخلاف على المليشيات وتفكيكها كان عائقًا أمام موافقته على التوقيع»، موضحًا أن «أغلب النقاط متفق عليها»، كاشفًا أن «الوفد المرافق للسراج لا يريد زمنًا لحل المليشيات ويريدها نقطة معلقة بالاتفاق». وكان وزير خارجية حكومة الوفاق الليبية، محمد الطاهر سيالة في العاصمة طرابلس، قد أكَّد أمس الثلاثاء، مغادرتهم موسكو ووصولهم إلى إسطنبول بعد توقيعهم برعاية روسية وتركية على اتفاق لوقف إطلاق النار مع الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر، مشيرًا إلى أن حفتر طلب مهلة للغد لدراسة مسودة الاتفاق.