لم يكن هذا الفريق الحلم الذي نراه يجندل الخصوم محليًّا وقاريًّا، وبالأمس عالميًّا، وليد المصادفة، بل هو نتاج عمل إدارات متعاقبة، ومدربين عظماء، مروا على هذا الكيان، ترجموا دعم سمو سيدي ولي العهد للرياضة السعودية بالشكل المأمول منهم؛ فأحسنوا استثمار الأموال الاستثمار الأمثل بكفاءات وخبرات وطنية، جعلته يتسيد الملعب، ثم القارة، ويشرف الوطن خير تشريف. بالأمس كانت مؤشرات الوطنية في أوجها من الكل. أقول الكل لأن الكل صفق للزعيم العالمي الهلال الذي جندل الترجي التونسي في أرضية الملعب، ورفع رايتنا الخضراء خفاقة في محفل عالمي كبير، مثل بطولة كأس أندية العالم. ولأن المدير الفني لوسيشكو أحسن التعامل بذكاء مع معطيات اللقاء، واستخدم الأدوات المناسبة، فقد جعل أقوى فريق في إفريقيا يستسلم من الدقيقة الأولى، ويستمتع للمحاضرة الفنية التي قدمها لاعبوا الهلال في الملعب. إذا استمر الأداء الجميل والعطاء الرائع الذي قدمه زعيم المملكة وآسيا أجزم أننا سنصل إلى أبعد مما وصلنا إليه؛ فالمهمة اليوم لا تختص بالهلال فقط بل بالوطن؛ لذلك الهلال هو واجهة الرياضة السعودية المشرفة، وبحول الله نبارك وصولنا للنهائي. في المرمى - الهلال اليوم كان يحاضر في الدوحة كما حاضر في اليابان عن كرة القدم السعودية. - إذا أردت أن تقدم برزنتيشن للرياضة في بلدي إلى أين وصلت فقط دع الهلال ولاعبوه وإدارته ينزلون المستطيل الأخضر، وأنا على يقين بأن الكل سيصفق. - ما حصل اليوم هو جزء من جمال الهلال.. فريق احترم إمكاناته، واحترم الخصم، واستحوذ وسيطر، وفرض سطوته؛ فضرب وأوجع. - الهلال أمس الأول لعب اللقاء بنقص أكثر من 30 % من قوته، ورغم ذلك كان مسيطرًا ومحافظًا على رتمه وأسلوبه ونهجه. - تتحدث عن غياب الفرج / عطيف / قوميز / جيو.. ورغم ذلك لم تجد أي فروقات بين الحاضرين والغائبين، بل كان البدلاء في الموعد (كويلار - كنو- خربين - إدواردو)، بل كانوا يسطرون إبداعات بالطول والعرض، وهنا تكمن عظمة هذا الفريق. - الشرف اليوم نالنا جميعًا؛ لأن هذا الهلال رفع رؤوسنا، وترجم دعم ولي العهد لرياضتنا، وحرك الغيرة لدى جماهيرنا وإعلامنا التي كانت تسلط أقلامها على انتظار السقطات؛ لتتحول إلى دفع أنديتنا الأخرى لمجاراة الهلال. ختامًا.. هنا أتوقف، ويتوقف الحديث، ويبقى الصمت في حرم الجمال جمال.