وقد اسميتها توضح امرئ القيس لتميزها عن توضح قرقرى التي سبق إعداد مقال بشأنها وقد اخترت أنها البلدة الواقعة في الطرف الغربي لبلدة رغبة. قال محمد بن أبي بكر الرازي في كتاب مختار الصحاح ص726: (والوضح بفتحتين الضوء والبياض..). ويقول أبو عبيد البكري في كتابه معجم ما استعجم ص324: (توضح بضم أوله وبالضاد المعجمة المكسورة والحاء المهملة: موضع ما بين رملة السبخة وأود، وقال الحربي توضح من الحمى وأنشد للنابغة: الواهب المائة الأبكار زينها سعدان توضح في أوبارها اللبد وقال أبو زيد عمر بن شبة عن هشام .. عن أشياخ من بني تميم قد أدركوا الجاهلية قالوا: وجدنا بالجزيرة زمن عمر بن الخطاب شيخاً قديماً قد كف بصره فسألناه عن مياه بالبادية فقال: هل وجدتم توضح التي يقول فيها أمرؤ القيس: فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشمأل وهي بين رمل السبخة وأود: دعاني الهوى من أهل أود وصحبتي بذي الطبسين فالتفت ورائيا قلنا لا والله، أما والله لو جئت في ليلة مظلمة لوقفت على فم طويها فقالوا له: إن فيها لشجراء ولم توجد توضح إلى اليوم ..) والسبخة صحتها الشيحة. وقال نصر في كتاب الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها ج1 ص221 توضح: (كثيب أبيض في كثبان حمر بالدهنا بين أجا واليمامة ..). ولتحديد الدهنا ننقل هذا النص عن الأزهري في تهذيب اللغة ج6 ص117: (والدهنا من ديار بني تميم معروفة تقصر وتمد والنسبة إليها دهناوي وهي سبعة أحبل في عرضها بين كل حبلين شقيقة وطولها من حزن ينسوعة إلى رمل يبرين ..). والينسوعة هاهنا ليست الينسوعة التي بين منزل السمينة والخبراء على طريق حاج البصرة فهما ينسوعتان وهذه التي في وصف الأزهري وبها حزن هو حزن الينسوعة ولذلك قال الشيخ حمد الجاسم رحمه الله في حاشيته على كتاب الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها ج1 ص476 عن الدهنا (ثم تمتد شمالاً حتى يتحاذى شرقاً بلاد الجبلين «أجا وسلمى»). ويوجد في بلدة شعيبات المَياه إلى الشرق من بلدة بقعاء شرق حائل حسب الوصف رمل أبيض وحيد في مجموعة رمال حمراء ولم أر في حياتي مثل هذا الوصف في موقع غيره فهو إذن توضح وكذلك لم اهتد إلى البئر التي قيل عنها ولم توجد توضح إلى اليوم. ** **