جاء قرار التجنيس الذي وافق عليه مجلس الوزراء قراراً تاريخاً، إذ إنه فتح المجال لاستقطاب فئات مؤثِّرة تسهم في تنشيط المجالات التعليمية والثقافية والعلمية بدماء جديدة، وقبل كل ذلك إتاحة مجال التجنس لأبناء السعوديات ولمواليد السعودية وأبناء القبائل النازحة. الاستفادة من معطيات هذا القرار بيد السلطات التنفيذية ذات العلاقة، إذ عليها أن ترشّح من يُرجى منهم فائدة للوطن ومن سوف يسهمون في تقدمه، ولعلنا جميعاً نتفق على أن الفائدة العظمى تأتي من خلال المبدعين من الأطباء والمهندسين وعلماء التخصصات مثل الذرة والكيمياء والفيزياء والأحياء وعلوم الحاسب والرياضيات وعلوم الفضاء، إلى جانب البارزين من علماء الاجتماع وعلم النفس والإدارة. هؤلاء هم من يجب التوجه إلى تجنيسهم لأنهم يمثِّلون الإضافة الحقيقية والواعدة لهذا الوطن. والمبدعون في تلك التخصصات كثر وقد يكون بعضهم يعمل بيننا حالياً وهم الأجدر بأن تكون البداية بهم. قرار كبير في قيمته وتطلعاته يحتاج إلى منفذين على درجة كبيرة من الحصافة لاختيار الأفضل والأكثر نفعاً لهذا البلد.