مع اجتماعات دول منظمة الدول المصدّرة للنفط «أوبك» المنعقدة حاليًا أشار مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك» إلى حاجة المنظمة لمزيدٍ من الالتزام بخفض الإنتاج خلال 2020. وتوقعت الدراسة التي اطلعت عليها «الجزيرة» أن النفط سيظل جزءًا مهمًا من مزيج الطاقة في المستقبل القريب، وأن تحقق منطقة مجلس التعاون الخليجي نتائج جيدة في الحصول على حصة من سوق الطاقة المتجدّدة حيث يشرع منتجو النفط الإقليميون في إستراتيجيات تهدف إلى تسليط الضوء على كثافة انبعاثات الكربون المتغيرة والعمل على تطوير مصافي التكرير وتحسين إنتاج النفط. ونوهت الدراسة التي اطلعت عليها «الجزيرة» إلى أن التحول في مجال الطاقة يصاحبه آثار جيوسياسية كبيرة بسبب اختلاف مصادر الطاقة المتجدّدة بشكلٍ جوهري عن الوقود الأحفوري، ففي الوقت الذي يتركز فيه الوقود الأحفوري في مواقع جغرافية محدّدة فإن مصادر الطاقة المتجددّة متفرقة. وكشفت الدراسة عن تغيير في تصورات وسلوك منتجي النفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث ازداد الحديث حول الحاجة إلى التنويع الاقتصادي ومصادر الطاقة في الدول المنتجة للنفط. وبينت الدراسة أن «الطهي النظيف» يعد من مصادر دعم النفط غير المتوقعة في العالم النامي، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو ثلاثة مليارات شخص سيفتقرون إلى وقود الطهي النظيف، وهي مسألة تتصدى لها الحكومات والوكالات متعددة الأطراف، ويعد الغاز النفطي المسال مصدر وقود واضح، باستمرار، حيث قدّمت الحكومة الهندية الغاز النفطي المسال ل70 مليون منزل تمثل نحو 250 مليون فرد. وقسمت الدراسة الإستراتيجيات التي يمكن أن تنشأ عن التحول في الطاقة إلى أربع فئات رئيسة هي: إدارة المحافظ وتحسين العمليات والتعويضات وتمايز المنتجات - الخدمات. وتزامنت ورقة الاعتبارات الجيوسياسية للتحول في مجال الطاقة، مع تقارير إخبارية تحدَّثت عن أن الفحم سيتم استبداله بالطاقة المتجدّدة قريبًا من شبكات الكهرباء في الولاياتالمتحدة، وأن نسبة النمو في الطاقة الشمسية والرياح سريعة لدرجة ستمكن الولايات المتحدّة لأول مرة في عام 2021م من توليد كهرباء بصورة أكبر من مصادر الطاقة المتجدّدة مقارنة بالفحم، وذلك وفق معهد اقتصاديات الطاقة. يذكر أن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك» هو مركز عالمي غير هادف للربح يجري بحوثًا مستقلة في مجال اقتصاديات الطاقة وسياساتها وتقنياتها بشتى أنواعها، والدراسات البيئة المرتبطة بها، ويعكف المركز على إيجاد حلول للاستخدام الأكثر فعالية وإنتاجية للطاقة لتمكين التقدم الاقتصادي والاجتماعي محليًا وإقليميًا وعالميًا.