بلادنا -ولله الحمد- تزخر بمقومات تاريخية هائلة يمكن أن تنطلق من جديد، بما يتواكب ومتطلبات الحاضر والمستقبل، واستثمار هذا النوع من الإرث التاريخي والحضاري ليس أمرًا سهلاً، فهو يحتاج إلى إيمان بهذا الاستثمار وقوة وعزيمة في تجاوز كل العقبات، وهذا ما يحصل حاليًا في مشروع بوابة الدرعية الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- قبل يومين، فهذا المشروع التنموي الحضاري الاقتصادي يجسد عزيمة الرجال وتسخير كل شيء لإعادة صياغة وتصميم الماضي واستثماره بالشكل الذي يليق بمكانة وتاريخ الدرعية. هذا المشروع الذي يعيد الروح والوهج لهذه المنطقة يمزج بين إحياء التاريخ واقتصاد الحاضر بتشكيل حضور ثقافي بإنشاء منطقة الفنون، وتأسيس خمس أكاديميات ضمن منطقة الفنون تشمل تعلم الخط العربي والفنون الإسلامية والعمارة النجدية والأبنية الطينية وفنون الطهي النجدية والمسرح والموسيقى العربية. وكذلك خلق كيان اقتصادي تجاري متنوع في كل أجزاء المشروع من خلال تواجد أكثر من 100 مطعم و20 علامة للفنادق العالمية الفريدة وتوفر 3100 غرفة فندقية فاخرة، إلى جانب المنتجعات المتكاملة، كل هذا التكامل الفريد سيغير مفهوم السياحة والتسوق في هذه البيئات التي تمتزج بها عوامل الجذب وتمنح العاصمة الرياض مزيدًا من الحضور والحراك الثقافي والفني الذي تباهي به عواصم العالم في ظل تدفق غير مسبوق من سياح العالم المتحمسين لاكتشاف السعودية. هذا التحول الذي أذهل العالم لم يكن لولا فضل الله ثم إيمان ولي العهد بما تمتلكه بلادنا من إمكانات هائلة تعتبر بكرًا في مفهوم الاستثمار، وهي تمثل كنزًا للموارد غير البترولية باستثمارها وإدارتها بشكل غير تقليدي، وبقدرات وخبرات بشرية عالمية ومحلية قادرة على تحويل الأحلام إلى حقيقة.