سألني أحد الفضلاء البحاثة ذات مرة عن مجلات ومنشورات إسبانية تعنى بالدراسات العربية والإسلامية وتحظى بمقدار معقول من الشهرة والانتشار. ولأني لا أحصيها حفظًا، فقد عولت أيضًا على الشبكة العنكبوتية في لملمة شتاتها فتيسر لي عدد لا بأس به أعده مقدمة وليس مسحًا شاملًا، عله أن يضيف لرصيد كل مهتم وخبرته وأن يكون التعريف سبيلًا لتوجيه الباحثين المتطلعين للنشر بغير العربية أو الإنجليزية، رغم أن قليلًا منها مدرج في قواعد البيانات المهمة مثل Web f Science، مع ضعف بين في معامل التأثير، تفسره خصوصية الموضوع وتواضع انتشار الإسبانية بحثيًا مقارنة بالإنجليزية مثلًا. وفيما يلي بعض من أبرز هذه المجلات، أقدمها مقتضبًا وراجيًا أن يكون فيها إيضاح وكفاية: 1-Al-QANTARA القنطرة لا يغيب عن عناية القارئ الكريم ما للتسمية من رمزية ثقافية؛ فالعبارة مما شاع في الثقافة الأندلسية تعبيرًا عن الجسور المائية، وهي معربة عن الفارسية، وتأتي عنوانًا لعمل ثقافي يتوخى هذا التجسير بين الثقافتين العربية والإسبانية. تصدر المجلة عن معهد اللغات والثقافات المتوسطية والشرق الأوسط (ILC) ومركز العلوم الإنسانية والاجتماعية (CCHS)، والمجلس الأعلى للبحوث العلمية (CSIC)، وظهرت لأول مرة عام 1980، بوصفها وريثة شرعية لمجلة «الأندلس» الشهيرة التي توقفت نهاية السبعينات (1933-1978). تحفل القنطرة بالحضارة الإسلامية حتى القرن السابع عشر، مع عناية خاصة بالمغرب الإسلامي، وتصدر سنويًا بواقع عددين يضم أولهما مقالات بحثية أصلية، ومنوعات، ومراجعات، في حين اختص الثاني بالدراسات التي تدور حول موضوع واحد، وكلاهما يخضع للتحكيم الخارجي الدقيق. ولها هيئة تحرير وأخرى استشارية من عدة دول في أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا، وتنشر بالإسبانية والإنجليزية والفرنسية. 2-AL-MULK الملك تصدر هذه المجلة ذات الشارة العربية عن الأكاديمية الملكية للعلوم والفنون والآداب الجميلة بقرطبة، ولها هيئة تحرير محلية. بدأت بالصدور عام 1959، وهي التمثيل البحثي لأنشطة معهد الدراسات المتعلقة بالخلافة الأموية في الأندلس، التابع للأكاديمية الملكية بقرطبة التي ليس لها إصدارات ذات مردود تجاري، وإنما تعتمد على هيئات مختلفة لتغطية نفقاتها كوزارة التربية، وبلدية قرطبة، وغيرهما. 3 - AL-ANDALUS-MAGREBالأندلس والمغرب مجلة مهتمة بالدراسات العربية والإسلامية، وهي من منشورات جامعة قادس جنوب إسبانيا. بدأ صدورها عام 1931، وتتألف هيئة التحرير فيها من مدير وسكرتير وأربعة أعضاء متخصصين؛ ثلاثة من إسبانيا وواحد من جامعة محمد الخامس بالرباط، وتضم هيئتها الاستشارية أحد عشر عضوًا جلهم من جامعات غير إسبانية، كالجزائر، وفرنسا، وفلندا، والمغرب. 4-AWRAQ أوراق مجلة أخرى عربية العنوان، تهتم بالدراسات النقدية والفكرية المرتبطة بالعالم العربي والإسلامي. استهلت مشوارها عام 1978، واضطلع برئاستها نخبة من المثقفين كالسيدة خيما مارتين مونيوث؛ المديرة العامة لمؤسسة البيت العربي (CASA ARABE) سابقًا، والسيد كارلوس ألبيردي ألونسو؛ وهو مدير سابق للعلاقات الثقافية والعلمية بمؤسسة AECID (الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية). تتكون هيئة التحرير فيها من ثمانية أسماء من المتخصصين الإسبان، ولها هيئة علمية عالمية من اثنين وعشرين عضوًا يمثلون جامعات وهيئات إسبانية وعالمية مثل: الولاياتالمتحدة، والمغرب، وسوريا، ومصر، وفرنسا، والأرجنتين، والبرازيل. تنشر بالإسبانية وبغيرها وتتكفل بنشرها جهات أهمها: CASA ARABE La بالتعاون مع وزراة الخارجية والتعاون بإسبانيا، وهذا يجعل المجلة تحت الوصاية للأسف كما هو حال البيت العربي نفسه. 5- ANAQUEL أناكيل أناكيل للدراسات العربية، والاسم يعني بالعربية «الرف»، وهي مجلة محكمة في شكل دورية سنوية تصدر عن قسم الدراسات العربية والإسلامية بجامعة كومبلوتنسي مدريد. تأسست عام 1990، وتختص بالموضوعات المتعلقة بالعالم العربي والإسلامي في العصور الوسطى والمعاصرة، مع رعاية خاصة ومنطقية بالأندلس. تتمتع بهيئة استشارية عالمية للتقييم؛ عشرة أسماء من المغرب، والجزائر، وفرنسا، وأميركا، والدنمارك، ومصر وإسبانيا، وتنشر بالإسبانية، والفرنسية، والإنكليزية وحتى العربية، لكن هذه الأخيرة تبدو نادرة للمتصفح لأعداد المجلة نظرًا لأنها خيار غير مهم للباحث المتطلع للانتشار. وللعلم فهي المجلة الإسبانية الوحيدة في موضوعها، المدرجة في قاعدة بيانات (Web f Science ISI) لهذا العام 2019م. يتبع ** **