* كنتُ جالسًا ولم أذهب إلى صلاة الجمعة، فتندَّمتُ، فماذا تنصحني؟ أسأل الله -عز وجل-أن يغفر لي. - من سؤاله واضح أنه جالس بدون عذر وترك صلاة الجمعة، هذا ارتكب أمرًا عظيمًا كما جاء في الخبر: «من ترك ثلاث جمع تهاونا بها، طبع الله على قلبه» [أبوداود: 1052]، «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم» [مسلم: 865]، وأهل العلم قالوا: إن ترك الجمعة من باب تيسير العسرى التي هي النَّار -نسأل الله العافية-، فأمر الجمعة عظيم، وجاء فيها نصوص ووعيد شديد، فعليه حينئذٍ ما دام ندم أن يعزم ألَّا يعود، وتصح توبته -إن شاء الله تعالى-. قراءة القرآن بصعوبة ومشقة * أنا أقرأ القرآن، لكن لساني لا يُطاوعني في بعض الحروف ولغتي ضعيفة، فهل علي في ذلك شيء؟ - جاء في الحديث الصحيح: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وَيَتَتَعْتَعُ فيه، وهو عليه شاق، له أجران» [مسلم: 798]، يعني: أجر القراءة وأجر المشقة، فهذا لسانه لا يُطاوعه، وهذه لا شك أنها مشقة عليه، فيُرجى أن يكون ممن لهم أجران، لكن إذا كانت قراءته بطريقةٍ تُحيل المعاني فيجب عليه أن يُصحح قراءته، فلا يقرأ كلام الله على طريقة لا تبرأ بها الذمة. ولا شك أن تقصير المسلمين تجاه كتاب الله حاصل وواقع، فتجد الشخص كبير السن ذكرًا كان أو أنثى تَمُر عليه أيام وأوقات وسنون لا يقرأ القرآن بحجة أنَّه أمي لا يقرأ ولا يكتب مع أن البيوت الآن معمورة بالقرَّاء من البنين والبنات، فلو صرفوا شيئًا من وقتهم وجهدهم لتعليم أحق الناس ببرهم -أعني الوالدين- لكان هذا أفضل ما تُنفق فيه الأعمار، ودخولهم في قوله -عليه الصلاة والسلام-: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» [البخاري: 5027] دخولًا أوليًّا، فأولى الناس ببر المسلم أقرب الناس إليه وأعظمهم حقًّا عليه. ** ** يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء