في الرابع والعشرين من شهر نوفمبر عام 2017 كنت في العاصمة اليابانية طوكيو لحضور نهائي كأس دوري أبطال آسيا بين الهلال السعودي واوراوا الياباني على ملعب سايتاما, بعد نهاية المؤتمر الصحفي لمدربي الفريقين الذي انعقد قبل النهائي بيوم واحد لحقت بالمدرب الياباني «تاكافومي هوري» الذي كان دبلوماسياً بحديثه في المؤتمر وقلت له بصراحة هل أنت قلق بعد أن خرجت بتعادل بالذهاب والهلال كان أفضل فنياً؟ أجاب أنا لا أتحدث خارج المؤتمر للإعلاميين لكن سأجيبك بشكل شخصي: لاعبو الهلال هم من يملكون القلق لذلك لم يغتنموا فرصة اللعب بأرضهم وأثر الضغط عليهم كثيرًا ولذلك أنا لست قلقا أبدًا..! تذكرت هذا الحديث الشخصي وأنا أرى قصة «2017» تعود من جديد فلا حديث للهلاليين سوى عن النهائي حتى قبل مباراة تفصلهم عنه أمام السد القطري، ولأن كرة القدم لا تعرف سوى «الملعب» والشواهد حيَّة لكن من يملك «العبرة» والاتعاظ، حيث تم تنويم الوسط الهلالي مغناطيسياً وتقديمه كطرف بالنهائي، بل بدأت المكافآت تأخذ وعودها وهو أخطر ما يواجه «الحلم» الهلالي الآسيوي..! وكاد يذهب الفريق ضحية هذا التفاؤل غير المبرر لولا لطف الله ثم توفيق المعيوف. يخطئ من يرى أن لاعبي الهلال لا يتأثرون بما يُطرح بتويتر والصحف والإستديوهات فهم في الأخير بشر ولديهم جوانب التأثير الجماهيري والإعلامي بشكل طبيعي وما يشاهد ويكتب ويقرأ حالياً هو بمثابة وضع اللاعبين في قالب التشتت وكأن الزمن يعود من جديد للعام 2017 ..! كان الهلال أقرب من أوراوا في الرياض لكسب نتيجة الذهاب «1-1» لكنها الضغوط الرهيبة التي جعلت من الخصم يتقدم بالنتيجة رغم تحفظه الدفاعي البحت من أول دقيقة ليخطف لقب انتظره منذ العام 2007 حينما نال اللقب أمام ساباهان الإيراني..! في طوكيو «25 نوفمبر 2017» كانت الظروف جيدة لكن الفريق لم يستعد للإياب إلا بتحميل اللاعبين ضغطًا أكثر من اللازم ليدخلوا المباراة بتشنج أضاعهم حتى إن سالم الدوسري نال بطاقتين صفراوين مجانًا ليطرد عن الدقيقة 78 وبعدها يسجّل أوراوا هدف الفوز باللقب عند الدقيقة 88 ..! اليوم حديث عن تقنية الفيديو بالنهائي التي أصلاً لم يتم اعتمادها بالنظام وحديث عن الحكام وحديث عن المكافآت وضغط على اللاعبين وكأن الفريق على أعتاب اللقب..! استقرار الهلال الحالي الإداري والفني والعناصري يعني التزامن معه إعلاميًا وجماهيريًا وفق كل مباراة على حدة حتى الوصول لتحقيق الهدف الأكبر للفريق. ما يحصل حاليًا من غالبية الجماهير والإعلام هو هز حقيقي للروح المعنوية للاعبين وتحميلهم من الآن صورة لم يحن أوانها بعد وبالتالي خلق تشتت ذهني، فاللاعبون بشر يتأثرون كثيرًا بالطرح الجماهيري والإعلامي..! جماهير الهلال تُحب فريقها بجنون شديد لكن من الحب ما قتل...! هذه المرة فكروا بتجاوز لقاء السبت أولاً.. بعد أن كاد الفريق ألا يصل للنهائي. ثم نعود للتفكير وفق نتيجة المباراة الأولى! أليس هذا المنطق يا هلاليون؟!