لن تكون مواجهة الهلال أمام أوراوا الياباني في إياب نهائي دوري أبطال آسيا 2017 مواجهة فنية خالصة، والواضح من خلال مشاهدة متفحصة لأداء أوراوا أمام شانغهاي الصيني والهلال أنَّ أسلوب الفريق يتسم بالخبث الكروي؛ ومتى ما استوعب الهلاليون هذا الفكر الذي يقود به الياباني تاكافومي هوري فريقه، وأعدوا العدة لمجابهته، فسيفقد اليابانيون الكثير من قوتهم المستمدة من تلك التفاصيل الصغيرة. أوراوا يلعب بأسلوب 4/1/4/1 الدفاعي بعد طرد مدربه السابق ميهايلو بيتروفيتش في يوليو الماضي وإحالة المهمة لتاكافومي الذي سبق له تدريب الفريق اعواما عدة، ويعرف كيف يوظف إمكانات لاعبيه بمهام مزدوجة، تاركًا الاستحواذ للخصم، ساعيًا لإنهاكه لياقيًا مع الاحتفاظ بلياقة لاعبيه عبر القدرة على توزيعها بشكل متقن على فترات اللقاء، مع محاولة خنق هجمات خصمه بالإقفال المحكم وعدم ترك المساحة الكافية في مناطقه الخلفية، والاعتماد بشكل كبير على المرتدات السريعة بقيادة جناحه البرازيلي داسيلفا وزميله الياباني كاشي واجي. أوراوا يعتمد على طريقة اللعب الضاغط والتدخلات القوية على لاعبي الفريق المنافس؛ التي تتسبب دائمًا في استفزاز الخصم وإفقاده تركيزه وحصول لاعبيه على البطاقات الملونة، كما حصل لجيجيو يونايتد الكوري الجنوبي في ثمن النهائي، وشاهدنا كيف تلقى سبعة من لاعبي الهلال بطاقات صفراء في الذهاب، وكيف اضطر رامون دياز لاستبدال أفضل لاعبي الفريق نيكولاس ميليسي بسبب تلقيه إنذارًا باكرا. لا شك أن الكثير من أسرار الفريق الياباني قد اتضحت لدياز بعد الذهاب، ولا شك أنَّه والجهاز الإداري أصبحا يدركان أسلوبه جيدًا، وسيعملان على تهيئة اللاعبين لتحمل الضغط والاستفزاز الذي سيزداد أثره بوجود جماهير أوراوا الفعالة جدًا، ويبقى على لاعبي "الزعيم" الحذر من محاولات تاكافومي ولاعبيه إخراجهم من أجواء المباراة وإفقادهم التركيز، كما ينبغي عليهم الحذر من الاندفاع والاستعجال واستنفاذ لياقة الفريق باكرًا، فالمطلوب هدف واحد يمكن تسجيله في أي وقت، وإن سجل أصحاب الأرض فسيكون بالإمكان الرجوع لنقطة الصفر بهدف يمكن تسجيله في أي وقت، لذلك لا شيء يدعو للاستعجال الذي قد يوقع الفريق في الأخطاء وينهكه ذهنيًا وبدنيًا. وبمناسبة الحديث عن الأهداف، حارس أوراوا نيشكاوا تصدى لأكثر من هدف محقق في هذه البطولة، لكن نقطة ضعفه الأبرز تظهر في الكرات الأرضية القوية من خارج المنطقة، وهي الطريقة الوحيدة التي استطاع بها البرازيلي هالك مهاجم شانغهاي فك شفرة نيشكاوا في ذهاب نصف النهائي، وعلى الهلاليين أن يشهروا هذا السلاح الذي يهملونه كثيرًا وربما استخدموه أحيانًا على استحياء. بالتوفيق ل"الزعيم" في هذه المواجهة المصيرية، وكلي ثقة بأنَّ نجومه سيقاتلون بكل قوة وإصرار لتحقيق أحلامهم وأحلام الزعماء، ولن يتركوا الفرصة تفلت هذه المرة، وكل الأماني بأن أكتب لكم في المرة المقبلة عن الآسيوية السابعة، واللقب الثالث على مستوى أبطال الدوري.