لم يستوقفني هذا الأسبوع استغرابٌ مثلما استوقف كثيرون غيري سوى (مقطع الفيديو) الذي انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، وراح من خلاله مشجع نصراوي يطالب لاعبين في فريقه بإصابة أكثر من نجم هلالي من خلال مباراة الهلال والنصر يوم الأحد الماضي؛ لكي لا يتمكنوا من مشاركة فريقهم أمام فريق أوراوا الياباني في نهائي دوري أبطال آسيا. - المثير للاستغراب.. هو أن إدارة النصر بقيادة الرجل الوقور الدكتور صفوان السويكت التزمت الصمت ولم تعلق استنكاراً وشجباً على ما قاله المشجع (.....) على اعتبار أنه قال كلاماً يتنافى مع الروح الرياضية والأخلاق والتنافس الشريف ويثير التعصب ولا يمثل حقيقة ما تنشده الإدارة النصراوية، وكان واجبها أن تعلن رفضها التام لكل ما من شأنه أن يشوه أجواء منافساتنا، ولأن المنطق وفي النهاية يفرض معاقبة هذا المشجع حتى من أعلى سلطة رياضية من أجل أن يكون عبرة لغيره من المشجعين. - بعد فوز النصر على الهلال كتب رئيس النصر السابق سعود السويلم (تفاخراً) من خلال تغريدة عبر حسابه الشخصي (الهلال لا يعرف الانتصار على كبير الرياض لمدة عامين).. ولأن السويلم يجهل (وهذا أكيد) التاريخ نقول له إن الهلال سبق له أن حرم النصر من تذوق طعم الفوز عليه لمدة (5) مواسم متتالية وليس موسمين فقط في بطولات (الدوري وكأس الملك وبطولة ولي العهد)، وحدث ذلك (منذ بداية موسم 2005م.. وحتى مباراة الدور الأول من دوري 2010م... وبواقع 13 مباراة متتالية. - (ملخص مباراة الهلال والنصر).. كان بإمكان الهلال أن يحسم نتيجة المباراة لمصلحته من خلال الشوط الأول.. ولكن في الشوط الثاني تراجع الهلال (بعد خروج قوميز) فاستغل النصر هذا التراجع وأخطاء الهلال ومدربه رازافان وأكثر من خطأ تحكيمي فظفر بفوز لم يتوقعه، والدليل هي تلك الأفراح النصراوية العارمة بعد نهاية المباراة وكأن فريقهم حصل على بطولة. - مباراة الأحد الماضي كانت هي المباراة رقم (163) بين الهلال والنصر على مر تاريخها (بدون الوديات والأولمبية).. الهلال فاز في (65) مباراة.. والنصر فاز في (55) مباراة.. كما أن عدد مبارياتهما بوجود الحكام الأجانب أصبح (40) مباراة كان الفوز للهلال من خلال (22) مباراة منها.. في حين لم يكسب النصر سوى (10) مباريات. كلام في الصميم - عندما تشاهد (التطنيش) الذي يجده مدافع الهلال محمد جحفلي وتهميشه وإبعاده عن مشاركة فريقه ربما (خُيِّل لك) أن مدرب الهلال (رازفان) كان هو مدرب النصر عندما سجل جحفلي هدفه الشهير في مرمى النصر الذي تسبب في تحويل مسار بطولة كأس الملك إلى الهلال بعد أن كانت أقرب من حبل الوريد للنصر.. يعني وكأن رازفان يريد الانتقام من جحفلي. - البعض قبل هذه المباراة أو تلك (خذ تمجيد ومدح وتأكيد على أفضلية فريقهم وكأن فوزه مضمون.. وأن خسارته مستحيلة).. ولكن بعد نهاية المباراة وفي حالة خسارته ينقلب تمجيدهم ومدحهم إلى قدح وذم وكأن فريقهم هو أسوأ فريق في العالم. - من الأساس.. لماذا لا يكون هناك عقلانية في الطرح (قبل أي مباراة).. ويتم (مسك العصا من النص) لكي لا تكون ردة فعلهم عنيفة وفي غير محلها عندما يخسر فريقهم، ومن أجل ألا يكونوا متناقضين في طرحهم وآرائهم وفي ظرف ساعات قليلة ولا سيما إذا وضعنا بعين الاعتبار أن عالم كرة القدم هو عالم غريب وتعتريه متناقضات، ويحدث فيه ما لم يكن في الحسبان (يعني) كل شيء متوقع فيه ومن الممكن حدوثه!! - من أطرف ما قرأت مؤخراً أن بطولة آسيا (مستعصية) على الهلال حسب وصف إعلامي نصراوي.. (وعندما أقول إن ذلك من أطرف ما قرأت) فلأن كل الفرق السعودية وليس الهلال فقط لم تحقق هذه البطولة بنظامها الحالي منذ موسم 2009م وقبلها أيام النظام السابق وفي مواسم (2007 و2008 و2006م).. أي منذ (12) عاماً. - نعم هكذا يقول التاريخ.. ولا سيما أن الهلال هو آخر فريق بعد الاتحاد حقق بطولة آسيوية.. الهلال في موسم 2002م.. والاتحاد في موسم 2004م وموسم 2005م فضلاً عن أن الهلال أيضاً هو زعيم قارة آسيا لأنه أكثر فريق حقق بطولاتها منذ استحداثها (ست بطولات) وشر البلية ما يضحك!! (الزيادة) أربع مرات - عندما انطلق أول دوري ممتاز في المملكة موسم 1397ه كان عدد الفرق المشاركة فيه (8) فرق وهي : الهلال والنصر والشباب والرياض والاتحاد والأهلي والوحدة والقادسية.. وبعد نهاية هذا الدوري تم زيادة عدد الفرق إلى عشر فرق. - وفي دوري موسم 1405ه كانت هي المرة الثانية التي يشهد الدوري زيادة عدد الفرق المشاركة فيه حيث ارتفع العدد من خلاله إلى (12) فريقاً.. أما المرة الثالثة فكانت في دوري موسم 1431ه حيث تم زيادة العدد إلى (14) فريقاً.. في حين كانت الزيادة الرابعة إلى (16) فريقاً بعد نهاية موسم 2017 - 2018م. خاتمة اللهم احفظ السعودية من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ووفق ولاة أمرنا وانصرهم على من عاداهم.. اللهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين أجمعين، وصلِّ اللهم وسلِّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.