في غرفتها او كما تسميها والدتها الأممالمتحدة كل الدول فيها بعيدة عنها.! خريطة العالم معلقة على جدار غرفتها ، وبنظرة واحدة تعود بها الذكريات كختم تأشيرة . مسافرة عشقت السفر فعشقها .مختلفة في اختياراتها وحتى ممارستها لهذه الهواية التي يعتبرها البعض رفاهية وهي تجدها حياة تعيشها لمرة واحدة لذلك تغرق في ساعتها ودقائقها وثوانيها حتى تتلاشى. تشير بأصبعها لتهبط مدينة لشبونة كلها على سريرها تسير في شوارعها، تصل الى الكنتارا (قنطرة).! عربية كانت وكان العرب بها ولكن.! تقفز إلى لندن لتجلس على مقعد في مقهى ليتو تطلب كيكة الزعفران و دلة قهوة عربية وكأنها تقول لكل من حولها نحن حولكم ومعكم ؟! تتسلل من ضجيج البيكادلي إلى غارمش ومحل الطبيب الذي يصنع خلطات لإطالة الشعر ومكملات غذائية لتحفيز نموه والعرب كلهم يسمعون ماذا تقول مساعدته ويخرجون محملين بهذا المنتج السحري ولا ينظرون ابداً إلى رأسه الأصلع .! (شارل ديجول) وانتظار رحلة الى ميونخ أمامها كل جنسيات العالم، امرأة افريقيه بملابسها التقليدية المميزة، هندية بالساري وأخرى بالبنجابي ، إيطالية صهباء ترتدي شورت بلون الرمل وقميص اخضر يعكس لون عيناها كانت ابنتها تلعب مع صغيرة عربية بعد أن أصابهن ملل الانتظار واخترعنا لعبة الإشارة .! وهي بعباءتها لا أحد يستنكرها إلا تغريدات قومها هناك في محاولة لطمس هويتها.! من سيفيلد ان تيرول تفوح رائحة الصابون الطبيعي الذي كانت تصنعه سيدة جميلة أحبت الطبيعة وأحبتها. في فيينا وتحديداً في فندق إن اتش كوليكشن الذي يقع في شارع مارياهليفر تعرفت على مكينة القهوة ذات الكبسولات، كان اختراعاً سحرياً وقفت أمامه تتأمله والعاملة التي تشرح لها كيفية استخدامه تتأمل خاتم الألماس في يدها. في فيرونا تحمل قلمها لترسم حرفها الأول بجانب حرف شخص غريب على جدار قصر جولييت وتتمنى أن يكون اقرب الناس لها. فجأة صوت آذان وقطرات مطر كانت حينها تطل من شباك شقة صغيرة في السلطان أحمد تنتظر شروق الشمس لترى ماذا يخبىء السوق المسقوف تحته ؟! فراشات في سقف غرفتها وضحكات وبعدها رعب الانتظار عندما اختفت الأصوات وهي في زاوية ترتجف خوفاً. غادر الجميع وتركها تنتظر سيارة الأجرة التي لن تعبر الا مصادفة لأنه من المفترض أن يغادر الجميع قبل الخامسة. يااه لو كان وقتها (أوبر) لم يكن ليصيبني هذا الرعب حتى اصل لفندق الريتز في كوالالمبور .! تذكرت اول نصيحة قدمها لها رجل مسن في سنغافورة لا تقدمي مالك لشاب يمد يده على قارعة الطريق لأنه سيشتري به هيروين.! الآن في قصر موسى وموسى رحمه الله يجلس بجانبها على سطح قصره يقول لها (المراءة يا ابنتي جمال الحياة وجنتها لذلك هي من تحول البيت الى بستان ورد او نار جهنم). «يا أمين الأممالمتحدة الجريش جاهز» صوت أمها تذكرة عودتها للوطن وهو كل الوطن. كانت وهي في طريق عودتها تتأمل الرياض هل تغيرت بعدها و تحادث أمها : يا قمر اشتقت لك و لقهوتك وجريشك.! ** **