يستمر فيلم «الجوكر» في إثارة الجدل منذ العرض الافتتاحي في عطلة نهاية الأسبوع، بعد أن خرج عدد من المشاهدين أثناء العرض في كافة أنحاء العالم قائلين إن الفيلم مزعج للغاية. وحطم الفيلم الذي تم تصنيفه ضمن الفئة Rated R (وهي الأفلام المقيدة - المحدودة، والتي تتضمن مواد للبالغين شديدة الحساسية)، أرقاماً قياسية في شباك التذاكر، منذ الافتتاح في نهاية الأسبوع الماضي، حيث حقق 39.9 مليون دولار من مبيعات التذاكر المحلية، يوم الجمعة فقط. وأثار الفيلم جدلاً واسعاً بين المؤيدين الذين اعتبروه عملاً هادفاً ويحمل رسائل هامة، والمعارضين الذين اتهموا الفيلم بالعنف الشديد والمشاهد المظلمة التي تجلب الاكتئاب والأمراض النفسية والعقلية. ودعا الكثيرون إلى حظر الفيلم من دور العرض، قائلين إنه يروج للعنف ويمكن أن يلهم البعض للقيام بعمل إجرامي مثل إطلاق النار الجماعي. ولم ترد حتى الآن أي تقارير عن وقوع أعمال عنف خلال العروض، فيما انتشرت الشرطة في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة في حالة تأهب قصوى وعززت الأمن في المسارح ودور السينما. وسجلت بعض الحوادث المعزولة، رغم أنها لم تصل إلى درجة خطيرة، بينها إلغاء عرضين في هونتينغتون بيتش، بولاية كاليفورنيا، مساء الخميس، بعد تلقيهما تهديدا، وفقا لما ذكرته الشرطة المحلية، واستأنفت العروض يوم الجمعة. كما قامت الشرطة باصطحاب عدد من المشاهدين خارج قاعة العرض في مدينة نيويورك، بعد أن أثاروا مخاوف الحاضرين بسبب الهتاف والتصفيق في كل مرة يقوم فيها بطل الفيلم «الجوكر» بقتل شخص ما. وتوجه المشاهدون إلى «تويتر» للتعبير عن آرائهم حول الفيلم الذي يروي قصة ممثل كوميدي فاشل كان يعيش حياة طبيعية قبل أن يواجه عدة ضغوطات ناتجة عن المشكلات التي اعترضته، والتي دفعته إلى عالم الجريمة في مدينة جوثام. وروى الكثيرون أنهم انسحبوا من العرض بسبب المشاهد المظلمة في الفيلم والعنف الشديد الذي بث الرعب في قلوبهم، مشيرين إلى أن الفيلم يمكن أن يؤدي إلى ارتكاب أعمال عنف قد تصل حد إطلاق النار، فضلا عن أنه قد يؤثر على الصحة النفسية لأولئك الذين يعانون من اضطرابات عقلية. ودافع الممثل جواكين فونيكس الذي يلعب دور «الجوكر» في الفيلم، والمخرج تود فيليبس عن العمل، حيث قال فونيكس إنه يثق في قدرة الجماهير على التمييز بين الصواب والخطأ، بينما كشف المخرج فيليبس عن استغرابه من الانتقادات الموجهة لفيلم «جوكر» لأنه اتخذ تدابير ليطبع في الأذهان «تداعيات العالم الحقيقي» للعنف التي لا تطرح غالبا في أفلام الرسوم المتحركة والبرامج التلفزيونية. كما أشار المخرج البالغ من العمر 48 عاما، خلال مهرجان نيويورك السينمائي، مساء الأربعاء، إلى أنه يتحمل المسؤولية كمبدع، لإظهار الآثار الحقيقية للعنف أمام الجماهير.