نعيش هذه الأيام نفحات اليوم الوطني التاسع والثمانين، هذا اليوم المبارك الذي سطع فيه اسم المملكة العربية السعودية في الملأ، ورفرف فيه علم التوحيد في الفضاء تحركه رياح البهجة والعزة والشموخ، معلنة عن ميلاد دولة عظيمة عملاقة لها شأن ومكانة بين الدول. نحن نحتفل بذكرى قيام دولة ليست ككل الدول، بل هي دولة استثنائية بكل المقاييس، هي دولة الشريعة الإسلامية، ومهبط الوحي وقبلة المسلمين، وهي متوسطة دول العالم من حيث الموقع الإستراتيجي، وهي مزوّدة العالم الأولى بالنفط على مدى عقود طويلة، وهي حامية حمى الحرمين الشريفين، ومقصد ضيوف الرحمن، الذين يحظون بأفضل الخدمات والترحيب والضيافة - حفظهم الله في حلهم وترحالهم. إن ابتهاجنا بهذه المناسبة جزء من تفاؤلنا بمستقبل المملكة العربية السعودية، والخير الواعد الذي ننظره منها في ظل الرؤية المباركة 2030 التي تستجيب لطموحات المواطنين وتجسد معاني وقيم فكر التوحيد والبناء والتأسيس، وهي رؤية أذهلت العالم بشمولها وبعمقها واتساع مداها وثراء محتواها. إن ما تشهده المملكة اليوم من خطط إستراتيجية، ورؤى عميقة، وتحول حقيقي نحو المستقبل وسعي لتحقيق الرفاهية للمواطن وإصلاح الاقتصاد خطوات تبرهن عزم القيادة الرشيدة - أيّدها الله - على السير إلى الأمام بوعي وبصيرة والتزام خطى المؤسس - رحمه الله- الذي أسس وطناً لا محدود الطموح يواكب إيقاع العالم من حوله، ليكون فاعلاً ومتفاعلاً ورقماً مهماً في التحولات الدولية. إن الاحتفال بالذكرى السنوية لهذا اليوم التاريخي هي وقفات من أجل التأمل في المنعطف الكبير الذي عبرته المملكة العربية السعودية في هذا اليوم الحاسم في تاريخها، واستلهام قيم البدايات واستحضار الأدوات والوسائل التي اتخذت لميلاد الوطن في هذا اليوم العظيم، وذلك من أجل الاستفادة منها في مسيرة البناء، وتجسيد الطموحات، وتحقيق المزيد من المنجزات. نحتفل بهذه المناسبة الغالية ونحن نستشرف ملامح وبوادر نتائج الرؤية الثاقبة 2030 التي تمثّل خارطة طريق واضحة المعالم لمستقبل الوطن ونمائه والارتقاء باقتصاده ورفاهية أبنائه والدفع بالبلاد إلى المزيد من التطور والازدهار، وهذا هو سر تكاتف المواطنين والمسؤولين وتلاحمهم من أجل تجسيد أهداف الرؤية والعمل على تحقيق أهدافها، بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومتابعة ودعم من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله-. ** **