يبدأ لاعبو الأخضر مساء اليوم مشوارهم الطويل والصعب نحو التأهل إلى كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 بداية بالتصفيات الأولية المؤهلة إلى دوري المجموعات وهي المرحلة الصعبة جدًا التي تضم صفوة ونخبة المنتخبات القوية بقارة آسيا. منتخبنا السعودي سيبدأ مشواره تحت قيادة فرنسية جديدة مع هرفي رينارد المدرب الجديد للأخضر السعودي، وأجزم أن مهمته لن تكون سهلة أبدًا لاعتبارات عدة ولعل من أخطرها هو أن ميول وحب الأندية لدى الأغلبية لدينا طاغٍ على حب منتخب الوطن والشواهد والدلائل كثيرة جدًا لا يتسع المجال لذكرها. ولعل ردود الفعل المتباينة والغريبة بعد مباراة منتخبنا الودية التي خاضها أمام المنتخب المالي قبل عدة أيام التي كانت أغلبها تتمحور حول التشكيلة التي لعب بها رينارد المباراة والتركيز على الأسماء التي خاضت اللقاء وتقييم أدائها على حسب النادي الذي تنتمي له بعيدًا عن النقد الفني البناء الذي يهدف لمصلحة المنتخب السعودي..! لا بد أن يعلم الجميع أن منتخبنا الحالي يمر بمرحلة بناء ومعظم الأسماء المختارة لصفوفه من اللاعبين الشباب وأغلبهم تعد التجربة الأولى لهم مع أخضرنا. والأسماء الشابة الحالية هي مستقبل الكرة السعودية بإذن الله والآمال معلقة عليهم بأن يقودوا منتخبنا نحو التأهل للمرة السادسة إلى المونديال العالمي، وكل ما يريده نجومنا الشباب هو الدعم والثقة من كافة الشارع الرياضي السعودي بمختلف أطيافه، فالتقريع والتقزيم من أجل الميول لبعض الأندية لا يمكن أن يصنع لنا منتخبًا قويًا قادرًا على مقارعة عمالقة آسيا. التصفيات الآسيوية طويلة جدًا وصعبة وفي الوقت نفسه هناك الكثير من المنتخبات الآسيوية التي كانت تصنف في وقت سابق على أنها منتخبات ضعيفة، لكن اليوم تطور مستواها كثيرًا وأصبحت قادرة على إحداث المفاجأة وقلب الموازين كما حدث مع المنتخب الفلسطيني الذي استطاع الفوز على منتخب أوزبكستان المرشح الأبرز بجانب منتخبنا السعودي عن التأهل من مجموعتنا التي تضم أيضًا منتخبات سنغافوره واليمن. لا بد أن يقف الجميع خلف الأخضر السعودي الجديد فهو في مرحلة بناء وهي مرحلة تحتاج إلى الدعم قبل كل شيء والثقة والصبر من الشارع الرياضي لا سيما الإعلامي الذي يجب أن يركزوا في طرحهم على النقد الهادف كي يسهموا في معالجة الأخطاء والسلبيات إن وجدت. كما أن للجماهير السعودية دورًا كبيرًا وبارزًا للمساهمة في بناء المنتخب السعودي الحالي وذلك من خلال الحضور للمباريات ودعم نجوم شباب الأخضر، فالجمهور السعودي الوفي له مواقف تاريخية لا تنسى في زمن مضى مع أخضرنا وهي مضرب مثل بالحضور الطاغي والمؤثر. صقور آسيا بحاجة لوقفة الجميع وعلينا أن نغلق ملف الأندية وحبنا لها تمامًا في حضرة الأخضر فلا شيء يعلو فوق راية الوطن.