عادت النغمة الموسمية المملة التي تقدم لنا الحكم السعودي بشكل دائم بأنه الطرف المظلوم، وتصوّر لنا بأنه العنصر المفقود في تركيبة كرة القدم السعودية حتى تكتمل جماليتها، بل تستمر بعض الآراء في تعزيز بعض المفاهيم الخاطئة التي تستند على معايير عاطفية وتذهب إلى التأكيد بأن الحكم الأجنبي يقدم مستويات ضعيفة للغاية من أجل تحفيز المسؤول إلى إعادة الحكم السعودي إلى الواجهة!. كل تلك الأحاديث سئمنا من سماعها في كل موسم رغم أن الأحداث تثبت أن ابتعاد الحكم السعودي عن المنافسات وحضور الحكم الأجنبي لقيادة مبارياتنا ترفع من مستوى منافساتنا وتقودها إلى بر الأمان، والشواهد عديدة. يقول رئيس اتحاد كرة القدم «ياسر المسحل» في حديثه الإعلامي الأخير: «الحكم السعودي لايقل كفاءة عن الحكم الأجنبي، ولايمكن أن نعيش مدى الحياة على الحكم الأجنبي بتكاليفه المالية العالية». لا أعلم ما هي المعايير التي استند عليها سعادة الرئيس في تقييمه، رغم أن ملامح حديثه فيه كثير من المجاملة ومحاولة إرسال رسالة بأن الخطر قادم.. وأن الحكم السعودي سيعود قريباً، ورغم عدم اقتناعي بتبرير التكاليف المالية الباهظة في دوري ضُخ فيه مليارات الريالات!! ولكن المؤكد أننا لا نستطيع أن نعيش مدى الحياة بأخطاء الحكم المحلي، ولكن نستطيع أن نعيش لسنوات بالحكم الأجنبي لحين إعداد جيل قوي ومتطور من الحكام السعوديين تحت إدارة أجنبية خبيرة كما أفصح عنها سعادة الرئيس! عاشت لجان التحكيم خلال العقود الماضية تحت إدارة حكام سعوديين، وكان الفشل ملازماً لهم لايفارقهم بعد فشلهم الذريع كحكام، حتى آخر لجنة بقيادة «خليل جلال» الموسم الماضي، وكانت أفضل التجارب مع الإنجليزي «هاورد ويب» رئيس دائرة التحكيم السابق، ومواطنه «مارك كلاتينبيرغ» رئيس اللجنة السابق، مما دفع الاتحاد الحالي إلى البحث أيضاً عن رئيس أجنبي لتولي المهمة وتجنب البحث عن حكم سعودي يقود اللجنة في الفترة الراهنة! أخيراً.. البدء في مشروع إقحام الحكم السعودي في المباريات بشكل عام وتحديداً الجماهيرية، لمجرد دخوله في دائرة الضوء والانتصار له دون دراسة أبعاد ذلك القرار ستكون نتائجه وخيمة وخطيرة وإن وجدت تقنية الفيديو، وكل ما أخشاه أن تتحول منافساتنا إلى تصاريح واعتراضات من الأندية ومسؤوليها على الحكام ومستوياتهم وقراراتهم!