قال الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للشراء الموحد (نوبكو) المهندس فهد بن محمد الشبل الشركة أنشأت في 2008 وبدأت أعمالها في 2009 وكان هدفها رفع كفاءة الإنفاق إلى جانب رفع مستوى الخدمات الصحية.. مبيناً أن رفع كفاءة الإنفاق «موضوع الشراء الموحد» الموجود خاص بالأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية. وأوضح أن حجم الشراء السنوي وصل إلى 20 مليار ريال، مبيناً أن هذا المبلغ كبير، وأيّ عملية تحسين فيه ستؤدي إلى وفر من جهة، ومستوى خدمة تقدم للمرضى من خلال توافر الأدوية من جهة أخرى.. مؤكداً على هدف الشركة وكذلك جميع المنظومات الصحية، وهو كيف يخدم المريض بشكل أفضل سواء وزارة الصحة أو وزارة الدفاع وزارة الحرس الوطني أو وزارة الداخلية وغيرها من المستشفيات التخصصية. وأبان الأستاذ فهد الشبل أنه في السابق كانت تلغى عمليات للأسف بسبب عدم توافر الخدمات، فضلاً عن أنه يتم شراء أجهزة ومستوى استخدامها 10 % ومع هذا يطلب أجهزة جديدة، لذلك تعمل نوبكو على ضبط مثل هذه الأمور لما فيه مصلحة الوطن، وتحقيق أفضل خدمة صحية للمرضى بما يلبي تطلعات الحكومة الرشيدة ويحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030. ونوّه الشبل، إلى أن الأدوية بات عليها رقابة أكثر، وتتم متابعتها وطريقة نقلها من المورد إلى المستودع إلى المستشفيات إلى المراكز الصحية. مشدداً على وجود خدمات معينة تعمل عليها الشركة، من أهمها «تخطيط الاحتياج»، وأوضح أن هذا الأمر يشكل أهمية كبرى بالنسبة للشركة، موضحاً أن هناك مشكلات كبرى تترتب على غياب موضوع تخطيط الاحتياج، فربما اشتري فوق حاجتي أو أقل من المطلوب وبالتالي تبرز إلى مشكلة توافرية الأدوية بالصورة المطلوبة والمضبوطة في آن. وعن مسار الشركة في رؤية المملكة 2030، قال: «مسارنا هو رفع كفاءة الإنفاق ورفع جودة الحياة للمواطنين، فمن ضمن النقاط الأساسية في الرؤية هي تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين على أرض المملكة». رفع كفاءة سلاسل الإمداد وشدد فهد الشبل، على أن رؤية 2030 من أهدافها استفادة المملكة من موقعها الجغرافي المتميز، وبالتالي نوبكو تسعى إلى أن تكون «لوجستك هب» على مستوى المنطقة وليس على مستوى المملكة فقط، مبيناً أنه كانت هناك بعض الإشكاليات وهو أن يتم الشراء والتخزين ولكن لا تصل الأدوية والأجهزة بالصورة الصحيحة للناس، ولهذا بدأنا 2018 في المنطقة الشرقية باستلام مستودعات وزارة الصحة وتشغيلها بطريقة أكثر فاعلية، إذ في مخططاتنا -بإذن الله- الوصول بالأدوية في الوقت المناسب وبالكمية المطلوبة التي تغطي احتياج المرضى بأكبر قدر ممكن، وستستمر ترتيباتنا في هذا الشأن حتى نغطي مساحة كبيرة في المملكة العربية السعودية. ففي بداية 2019 بدأنا في الرياض ثم مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة والقصيم. إذ يتم النقل من المخازن المركزية إلى مخازن نوبكو ثم يتم التوزيع بشكل يومي على المستشفيات والمراكز. وأضاف: «عملنا بشكل كبير في هذا الشأن وأصبح هناك تحسين للخدمة، حيث يتم النقل من المخازن الموجودة إلى مستودعات نوبكو، ثم نبدأ في التوزيع بشكل يومي إلى الجهات المستفيدة، ولدينا مستودعات رئيسية وعددها 9 وكذلك سنستفيد من المستودعات الفرعية في المستشفيات والمراكز الصحية». وأشار إلى أن الهدف الأساسي الوصول خلال سنتين إلى ثلاث إلى مفهوم «jUST ON TIME» بحيث إذا احتاج المستشفى لدواء معين يكون متوفر بشكل سريع وهذا الأمر يحتاج إلى عمل كبير، حيث يتطلب الأمر بنية تقنية كبيرة إلى جانب سلاسل إمداد فعالة، بمعنى أن المستشفيات والمراكز الصحية جميع احتياجاتهم تتوفر بصورة سريعة ودون تأخير وهذا كما أسلفت يتطلب بنية تقنية وسلاسل إمداد فعالة للغاية وهو هدف نأمل تحقيقه -بإذن الله- خلال سنتين إلى ثلاث. وقال: نحن الآن لدينا أسطول النقل الخاص بنا موجود في المنطقة الشرقية وفعّال وبإذن الله في المستقبل سيكون هذا الأمر بشكل أوسع وأكبر بما يخدم المريض في نهاية الأمر وهو هدف الجميع بلا شك. مشدداً على الحاجة لبنية تقنية عالية وسلاسل إمداد فعالة حتى يصل الدواء والمستلزمات الطبية إلى المكان المراد في وقت قياسي، بحيث إذا احتاجت المنشأة الصحية التي تقدم الخدمة للمرضى للدواء تحصل على احتياجها فوراً. وأشار إلى أن توزيع الأدوية في السابق كان يتم مرة كل شهرين في حين تحسن كثيراً الآن، فالشركة تقوم بالتوزيع مرتين خلال أسبوع أو أسبوعين. وقال: في الماضي كان هناك هدر كبير وتسرب للأدوية فيما اليوم تتوفر رقابة عالية ويتم الحد من الهدر والتسرب. وبيّن الرئيس التنفيذي لشركة نوبكو في حديثة الخاص ل«صحيفة الجزيرة» أن الشركة تواصل سعيها الدؤوب لنقل الأدوية بفعالية وبأفضل صورة، وأضاف: «لهذا السبب في تصميمنا واختيارنا لمواقع المستودعات نحاكي مساحة المملكة لنغطي كل الاحتياج وراعينا جانب السرعة على أن يصل الاحتياج لوجهته خلال 4 ساعات». درون الحج وأشار الشبل، إلى عمل الشركة على خطوة مهمة تتمثل في وصول الدواء في الحج خلال دقائق عبر استخدام طائرات «الدرون» نظراً لطبيعة الحج والزحام الذي يحدث وربما يتسبب في عدم وصول الدواء في الوقت المناسب، لذلك سنبدأ مع حج العام المقبل على استخدام هذه الطريقة، وبإذن الله ستساعد كثيراً على تلبية الاحتياج في دقائق. وصفتي ونوه الشبل، إلى شراكتهم مع القطاع الخاص، موضحاً أن نوبكو شركة حكومية وتسعى لتمكين القطاع الخاص بالشراكة معه، من خلال مساعدتهم لنا في التخزين والتوزيع وأمور أخرى تصب في مصلحة الوطن والمواطن. وقال: لدينا اليوم نموذج شراكة مع القطاع الخاص يعتبر مميز للغاية، ويتمثل هذا النموذج في خدمة «وصفتي»، وهو ما يمكّن المريض من استلام دوائه من أيّ صيدلية مشاركة معنا مجاناً بمجرد أن تصل الوصفة الطبية إلى هاتفه النقال المسجل لدى الطبيب، حيث متاح له صرف الوصفة من أيّ صيدلية عائدة للقطاع الخاص وترتبط مع نوبكو بشراكة. وأضاف: أيضاً «وصفتي» تساهم في سلامة الخدمة، فكما هو معروف هناك تعارضات في الأدوية إذ ربما يصرف دواء يتعارض مع آخر ويتسبب في مشكلات كبيرة، أما الآن هذا الأمر أصبح رهن النظام ولا يمكن التلاعب فيه، بمعنى الطبيب لا يستطيع تسجيل دواء يتعارض مع آخر لأن النظام التقني الخاص ب (وصفتي) لن يساعده على ذلك، كما أن الصيدلي لا يمكن له إعطاء المريض أيّ دواء خارج الوصفة الموجودة في وصفتي والتي بالإمكان العودة لها في أي لحظة باعتبار أنها موجودة في النظام. مؤكداً أن كل القطاعات الصحية تعمل مع نوبكو، وهناك خطط لكل جهة بحسب طبيعة عملها ومساحة تغطيتها، فنحن نغطي الجميع الآن في موضوع الشراء الموحد، ونوفر الاحتياج عن طريق مستودعاتنا المركزية. مشيداً بالعلاقة مع المستشفيات الجامعية وواصفاً إياها بالمهمة. المصانع السعودية وفيما يتعلق بدعم نوبكو للصناعة الدوائية والطبية السعودية، قال الشبل: في عام 2018 بدأنا العمل بدعم المصانع المحلية بعد أن واجهت تحديات من ضمنها تنافسية الأسعار والإغراق نظراً لوجود مصانع كثيرة هندية وصينية، حيث قمنا بإعطاء الأولوية للمصانع السعودية في منافساتنا، ففي إحدى المنافسات على المستلزمات الطبية رست 86 % منها على مصانع سعودية، وتم قبول 80 % من عروض الأدوية التي وصلتنا من المصانع السعودية. مبيناً أن دعم المحتوى المحلي شهد تحسناً كبيراً من جانبنا، موضحاً أنهم يعملون على تقييم ما يصلهم من الشركات السعودية ثم تعطى الأولوية في المنافسة، وندرك أن تركيزنا على المصانع السعودية سيفيد كثيراً في موضوع توطين التقنية فيما يخص الأدوية والمستلزمات الطبية. وأضاف: «إحدى الشركات المحلية دعمت من نوبكو حتى نجحت في توقيع اتفاقيات مع مصانع عالمية فيما يخص أدوية الأورام.. واليوم المصانع العالمية رأت توجهنا للمصانع المحلية فأصبح لزاماً عليها التوقيع مع المصانع الوطنية إذا رغبت في الوصول إلينا، بعكس الماضي كانت تصل بمنتجاتها للسوق السعودي دون الحاجة للمصنع أو الشركة الوطنية، لكن الأمر تغير فالآن ترى الشركات والمصانع العالمية أنها بحاجة للمصانع أو الشركات المحلية للدخول في السوق السعودية فيما يخص الأدوية والمستلزمات الطبية». توطين وظائف الصيادلة وحول موضوع توطين وظائف الصيدلة، وما إذا كان ستنشئ نوبكو معهداً للمساعدة في الغرض؟.. أكد الشبل، أن ضمن إستراتيجية نوبكو للخمس السنوات المقبلة الاهتمام بالصيادلة السعوديين ودعمهم -بإذن الله- من خلال إجراءات خاصة، وذلك عبر تمكينهم لفتح صيدليات خاصة بهم، مبيناً أن هذا البرنامج الذي تعمل عليه الشركة سيفعل بمشيئة الله في 2020 لمساعدة الصيادلة الحاليين وحتى الخريجين، والأمر دون شك يحتاج إلى تنسيق مع جهات أخرى والعمل جارٍ على هذا النحو. وأشار إلى أن نسبة الموظفين السعوديين في نوبكو تصل إلى 83 % ولله الحمد، وأوضح أن عدد الوظائف التي يشغلها السعوديون في المصانع ممتازة ومع التحفيز سيزيد الأمر -بإذن الله-. وفي شأن الأسعار، أكد أنها تنافسية بالمقارنة مع بعض دول العالم التي تتشابه مع المملكة، مبيناً أن الأسعار يجب أن لا تؤثر على توافرها.. فبعض المصانع إذا رأت أن الأسعار غير مجدية لها بحثت عن أسواق أخرى، وهذا يؤثر على حاجة المريض للدواء في حال لم يتوافر بكمية مطلوبة. 2021 نوبكو في الخليج أكد الشبل، أن الشركة تركز في عملها الآن على السوق السعودية وكل جهودها تصب على الشأن المحلي، ولكن في عام 2021 إستراتيجتنا تأخذنا إلى الحضور خليجياً وعلى مستوى المنطقة فيما يخص الشراء الموحد وسلاسل الإمداد. السوق الإلكتروني وأبان الرئيس التنفيذي لشركة نوبكو أن من بين المبادرات لديهم، ما يمسى ب «السوق الالكتروني» وهو ما يشبه «أمازون الأدوية» للمملكة العربية السعودية، ففي الشراء المباشر في المستشفيات أحياناً يكون هناك حاجة مستعجلة للدواء، وهذا قد يقود للاستغلال من ناحية الأسعار؛ لذلك أنشأنا السوق الإلكتروني وهناك 1300 بند، متاحة لجميع عملائنا للدخول والطلب إلكترونياً ويصلهم في الوقت المناسب بالسعر المناسب. برج المراقبة وقال الشبل، لدينا في الشركة مبادرة تشبه «برج المراقبة»، وهي تقوم على معرفة كل ما يخص الدواء، على سبيل المثال: كم الكمية المتوفرة ومتى شحن وأين ذهب وعبر أي طريق، وأين سيصل وهل استخدم أم لا يزال في الصيدلية، وتفاصيل كثيرة ودقيقة ومهمة سيتم الوقوف عليها عبر بنيه تقنية عالية تشبه إلى حد كبير «برج المراقبة للأدوية»، بحيث نعرف كل التفاصيل والأمور المرتبطة بالدواء في كل الأوقات والأماكن. وشدد فهد الشبل على أن نوبكو تعمل على معرفة كافة الأجهزة الطبية المتوفرة في المملكة ومدى استخدامها، مبيناً أنه أحياناً تكون الحاجة لجهاز ما أقل في مستشفى عن آخر، وبالتالي سيكون لدينا خيار توجيه للمكان الذي سيستفاد منه فيه، وهذه مسؤولية نوبكو وستسمر فيها بحيث تتم إدارة المخزون بأفضل صورة ونحقق أعلى درجات الاستفادة.. مشيراً إلى أن هذا الوضع مطبّق الآن على أرض الواقع وسيعمم بصورة أكبر. كما أكد الشبل إلى أن كل ذلك يتم من قبل الشركة بالتنسيق والتعاون مع كافة الجهات المقدمة للخدمات الصحية الحكومية والجهات ذات العلاقة مثل الهيئة العامة للغذاء والدواء والمجلس الصحي السعودي ومركز تحقيق كفاءة الإنفاق والهيئة العامة للمحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، كما قدم شكره لكل تلك الجهات على ما تقدمه من دعم ل«نوبكو» في سبيل تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها.