يعد برج الشنانة التاريخي في محافظة الرس بمنطقة القصيم أحد المعالم التراثية والسياحية المشهورة في المنطقة. ويستقبل هذا المعلم السياحي التاريخي البارز أعداداً متزايدة من السياح من مختلف مناطق المملكة خاصة في الإجازات، حيث تشدهم إليه جمال عمارته ودوره التاريخي، حيث كان له دور في ملاحم توحيد المملكة ومواجهة حملات الباشا، كما شهد دفاع وملاحم أهل القرية في الحروب. وكان صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم قد وجه محافظ الرس حسين العساف بإقامة مهرجان الشنانة السياحي بشكل سنوي، وفعاليات سياحية أخرى بالتنسيق مع الجهات المعنية لما يخدم أهالي محافظة الرس، والمناطق القريبة منها، والاستفادة من موقع برج الشنانة التاريخي وأهميته في تاريخ توحيد المملكة العربية السعودية، على يد الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله-. وأكد سمو الأمير فيصل بن مشعل على ضرورة تأهيل المعالم الأثرية القريبة من برج الشنانة، والبيوت الطينية المجاورة له، والمحافظة عليها للاستفادة منها في مهرجان الشنانة السياحي، والعناية بكل ما هو حول موقع برج الشنانة التاريخي الذي تشرف عليه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، مباركاً سموه كل مبادرة تخدم هذا الموقع التاريخي المهم وتساعد على إقامة مهرجان سنوي فيه.. ويصل ارتفاع البرج إلى 45 متراً ويعرف بمرقب الشنانة، ويبعد عن محافظة الرس نحو 3 كم. وهذا البرج الشاهق الذي بناه رجل من البكيرية يدعى (فريح) بأمر ونفقة أسرة الخليفة شيد في حدود عام 1111ه. وهو مبنى من الطين المخلوط بالتبن، ويوجد في كل دور فتحه لدخول الهواء ولمراقبة الحي الواحد، ويستخدم في نهاية كل دور نقوش قديمة لتزيين المبنى من الخارج والداخل.. وهو مخروطي الشكل كما يوجد بالقرب منه العديد من الآبار المطوية بالحجارة من أسفل إلى أعلى ويرتاده الكثير من محبي الآثار من مناطق المملكة وتم تجديد البرج في عام 1400ه ثم أُعيد بناؤه مرة أخرى في عام 1422ه ثم تم وضع جدار حجري ليحيط بالبرج ويحميه، ويحتوي على ما يشبه الغرف ليتمكن السياح والزوار من الوصول للبرج ورؤيته عن قرب. وقد نفذت هيئة السياحة والتراث الوطني مؤخراً مشروع تهيئة القرية الشعبية في الشنانة بالتعاون مع بلدية محافظة الرس عبارة عن سوق شعبي يتكامل مع الطابع الأثري والتراثي للمكان، وكذلك بوابة تبين هوية الموقع وأهميته، ويقع المشروع في المنطقة المحيطة ببرج الشنانة. ويقوم فرع الهيئة بمنطقة القصيم بتشغيل وصيانة الموقع، بالإضافة إلى طرح بعض العناصر للاستثمار السياحي لهذا المشروع الذي بلغت قيمته 911 ألف ريال.