تشهد جمهوريتا إندونيسيا الإسلامية التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 266 مليون نسمة، وبنجلاديش التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 166 مليون نسمة اليوم، إطلاق مبادرة طريق مكة وذلك للسنة الثالثة على التوالي في مطار سكارنو هاتا الدولي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وللمرة الأولى في مطار شاه جلال الدولي في العاصمة دكا بعد أن تقدمت بتطبيقها هذا العام الحكومة البنجلاديشية. وأبدت السلطات الإندونيسية والبنجلاديشية تعاونهما الكبير مع فريق مبادرة طريق مكة للانطلاق يوم غد -بإذن الله تعالى- في حين توزع الفريق على البلدين اللذين يبعدان عن بعضهما مسافة تقدر بنحو 7 آلاف كيلومتر، حيث سيعملان في نفس اللحظة لإنجاز إجراءات الحجاج بكل يسر وسهولة. يأتي ذلك فيما تواصل مبادرة طريق مكة نجاحها -ولله الحمد- في تطبيق أعمالها في دول المبادرة لهذا العام بالتعاون بين عدد من الجهات الحكومية وسط إجراءات تنظيمية سهلت مغادرة مئات الحجاج حتى الآن من: ماليزيا، وباكستان بعد إطلاقها يوم أمس الأول، في مطاري كوالالمبور وإسلام أباد. وأطلقت وزارة الداخلية هذه المبادرة بشكل جزئي وتجريبي خلال موسم حج عام 1438ه على نسب محددة من حجاج ماليزيا، وشملت جميع الحجاج الماليزيين والإندونيسيين عام 1439 ه، وهذا العام شملت: باكستان، وماليزيا، وإندونيسيا، وبنجلاديش، وتونس مستهدفة نقل 225 ألف حاجٍ وحاجة. وواصلت الوزارة خطتها الطموحة للارتقاء بخدمات المبادرة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، بإشراف ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا؛ تأكيدًا لجهود المملكة في رعاية المسلمين والاهتمام بشؤونهم، ومنها خدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار من مختلف بقاع العالم. وحققت المبادرة مع إطلاقها في موسم هذا العام معدلات أداء مرتفعة، بداية من إصدار تأشيرات الدخول إلى المملكة مرورًا بمنظومة متكاملة من التسهيلات في إجراءات الجمارك والجوازات في مطارات دول المبادرة التي تؤكد ما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- من اهتمام بخدمة حجاج بيت الله الحرام، وصولًا إلى مطاري الملك عبدالعزيز الدولي في جدة والأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينةالمنورة. وتتضمن أعمال المبادرة عددًا من الإجراءات التنظيمية المعنية بدخول المملكة بالتنسيق مع السلطات في دول المبادرة مع تيسير المتطلبات الصحية، ونقل الأمتعة بما يكفل وصول الحجاج مباشرة إلى مقار إقامتهم دون الخضوع للإجراءات الروتينية في المطار. ولا تكتفي أعمال مبادرة طريق مكة بإنهاء إجراءات مغادرة الحجاج من دولهم وحسب، بل ما أن يصلوا إلى جدة أو المدنية المنورة إلا ويستقبلهم فريق آخر بالترحيب بالورود وماء زمزم، وتأمين عبورهم مسارات الوصول إلى أن يستقلوا الحافلات التي تنقلهم إلى إسكانهم بشكل منظم ليؤدوا مناسك الحج ويعودوا إلى بلدانهم سالمين -بعون الله تعالى-.