يعيش العالم مرحلة ساخنة في العلاقات الدولية وتظهر من وقت لآخر جماعات متطرفة تستند على مبادئ تدعي أنها مستمدة من الدين، وهذه النماذج من الجماعات المتطرفة ليست قاصرة على دين واحد ومذهب واحد، بل تكاد تكون شاملة جميع الأديان والمذاهب دون تحديد أو تخصيص. والعجيب أن كل جماعة من هذه الجماعات تدعي أنها ترغب في التغيير نحو الأفضل وتنشد الإصلاح حسب ادعائها، ولكن عندما نرى أفعال هذه الجماعات المتطرفة المنتشرة في أنحاء العالم نجد أنه يجمعها العداء للإنسانية وكراهية الاستقرار والتأليب على الآخر والسعي إلى الفتنة وإشعال نيران الحروب وما يتبعها من كوارث، والمؤسف أن تكون هناك وسائل إعلامية تؤجج مثل هذه التوجهات المتطرفة مدعية أنها تمارس حرية التعبير، وإتاحة المجال للآخر للتعبير عن مقاصده وتبرير هذه الأفعال من قبل محللين يبدو أن ضمائرهم لم تعد تستوعب التوجهات السليمة الجلية. وإذا كانت الجماعات المتطرفة هي المؤججة للفوضى واغتيال براءة الإنسانية فإن المحللين المنافقين الذين يحسنون صور وأفعال هؤلاء يتحملون الوزر الأكبر مما يشيع من فساد في هذا العالم مصدره هذا التطرف. إن كل الأديان وعلى رأسها الدين الإسلامي تؤكد على أهمية حماية الإنسان من كل أذى وألم، ولو رجعنا إلى القرآن الكريم والحديث الشريف نجد هناك الأمثلة الكثيرة التي تحث على ذلك، ومن ثم نعجب من دول قد تدعي الإسلام ولكن منهجها هو تعميم الخراب عن طريق تكوين فصائل مسلحة تغرق في الطائفية لا تعرف غير العداء مع الآخر، وقد يكون أوضح مثال على ذلك هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية فرغم صعوبة عيش الإنسان في داخلها وقسوة الحياة فيها نتيجة السلطة الاستبدادية فإن عشرات المليشيات في أنحاء العالم تحظى بدعم هذه الدولة التي يعاني شعبها من الفقر، وبالتالي فإن الإنسان يستغرب أن إيران تسعى إلى تعميم الخراب في أماكن كثيرة وتجويع شعبها في الوقت نفسه.