تدفع قطر بنفسها إلى الانتحار السياسي بعد أن أقنعت من إيران: أن الدول الصغار يطيح بالدول الكبار. وتشبعت بهذه الفكرة وجعلتها منهجها السياسي، فقد خضعت قطر لهذه الأفكار من إيران التي كانت من اللحظة الأولى من ثورتها 1979 وهي تبحث عن اجتياح لحدودها الغربية إما شمال الخليج من العراق عبر الحدود البرية، أو عبر شواطئ الخليج العربي الشرقية دول الخليج العربي ودول الجزيرة العربية على غرار احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث عام 1972م، لكن أراد الله أن تكون الحرب مع العراق الذي كان لديه يقين أن إيران سوف تجتاح حدوده الشرقية مما اضطره دخول الحرب مرغماً. قطر تدخل شباك وحبائل وخداع إيران بالتحبيب والترهيب والضغوط والطواعية، ورسم لها أن تبقى الدولة الخليجية المشاكسة والمتمردة على أنماط السياسة الخليجية وفِي عام 1995 دخلت هذه الشراك والخبث الإيراني وأصبحت رهينة لمقاصدها، ثم مارست وبإصرار المواقف المعادية لدول الخليج العربي والجامعة العربية عبر التحالف السياسي والإخواني مع تركيا، وفِي عام 2010م زمن الثورات العربية بعنوان (الربيع العربي) شعرت الدول الثلاث: إيرانوتركياوقطر أن الوقت والظرف السياسي قد حان للانقضاض على السعودية ودول الخليج تحت غطاء التغيير والديمقراطية، فكانت (5) سنوات عسيرة وقاسية على دول الخليج العربي حتى تغيرت الصورة برمتها مع حرب اليمن 2015 التي كسرت فيها إيرانوتركياوقطر. إذن حالة الغرور والأعراس القطرية انتهت بعد أن فشلت ثورات الربيع العربي أن تطال الخليج العربي وتجر دولها إلى نيران الثورات التي اشتعلت 2010، بل إنها صدمت قطر أن عقولها المفكرة والمخططة والداعمة لها إيرانوتركيا وحزب الإخوان وميليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني وحلفاء قطر ومن دفعوها للعداء الخليجي والعربي قد وقع عليهم الحصار السياسي والاقتصادي، وغرقوا بالرفض الدولي ومسلسل الهزائم الداخلية أمام شعوبهم، لذا كانت مواقف قطر في القمتين الخليجية والعربية مضطرب وقلق وصل إلى موافقتهم على بيان القمتين الخليجية والعربية ثم التحفظ عليهما بعد نهاية الاجتماعات، موقف يكشف ويعري السياسية القطرية التي تدفع بنفسها إلى الانتحار السياسي.