قال الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيّع ل«المجلة الثقافية»: عندما نتحدث عن الأندية الأدبية فمن خلال تجربتي في إدارة نادي الرياض الأدبي لأربع سنوات، التي كانت تجربة جديدة بالنسبة لي آنذاك؛ لكوني أتيت من الوسط الأكاديمي، عندما كنت حينها وكيلاً لجامعة الإمام محمد بن سعود لإسلامية، وإن كانت علاقتي بالنادي سبقت ذلك بوصفي أديبًا، ومن خلال مشاركتي عبر مناشط النادي، فالأندية الأدبية لها نجاحاتها، ولديها إخفاقات أيضًا، إلا أن علاقتي بحراك الأندية الأدبية أخذت تزداد عمقًا منذ أن تم تكليفي عضوًا ضمن «الهيئة الاستشارية للثقافة»، التي شُكلت خلال انتقال الإشراف عليها من رعاية الشباب إلى وزارة الإعلام؛ إذ ناقشنا حينها مسألة الأندية الأدبية والمراكز الثقافية، وجائزة الدولة التقديرية، والجوائز التشجيعية، وإنشاء هيئة للكتاب، وغيرها.. إلا أن أغلبها بقي «حبيس الأدراج» على الرغم حينها من إيجاد لائحة تفصيلية للمراكز الثقافية؛ لتكون بديلاً للأندية الأدبية، إلا أن التطور في تصوري جاء بإنشاء (هيئة الثقافة)، التي تلاها تطور آخر بإنشاء (وزارة الثقافة) التي أصبحت الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والمجلة العربية تتبع لها، وهذا هو الأصل. وأضاف الربيّع: من هذا يبدو أن وزارة الثقافة جادة في جمع الجهات الثقافية، والمهرجانات الثقافية كافة التي أعلنها سمو وزير الثقافة من خلال استراتيجية الوزارة؛ وهو ما يجعلنا أمام حراك ثقافي في المملكة، بدءًا من إعادة تنظيم مؤسسات الثقافة ومناشطها.. إلا أن ما يعنيني هنا ليس الأندية الأدبية، ولا المراكز الثقافية، وإنما الأهم هو (مفهوم) المراكز الثقافية، بما يجسد تنظيم المؤسسات الثقافية، وإعادة ترتيب مهامها، ونوعية ما ستقدمه من عمل ثقافي نوعي بمفهوم الثقافة الشامل، الذي تتكامل فيه سائر الفنون الأدبية والإبداعية؛ لنصل إلى مراكز ثقافية (شاملة) للعمل الثقافي، خاصة بعد إنشاء وزارة للثقافة. وختم الربيّع حديثه في هذا السياق قائلاً: ما يهمنا اليوم أيضًا هو أن نجد انعكاسات الاستراتيجية الثقافية بما يواكب رؤية المملكة 2030، ويحقق أهدافها، ومجالاتها الثقافية.. وهذا ما نؤمله بأن يكون لدينا مشروع ثقافي كبير، يعكس النقلة الحضارية الكبيرة التي تعيشها بلادنا؛ لكون الثقافة مكونًا أساسيًّا في التنمية الوطنية، وذلك من خلال مشروعات للتنمية الثقافية بمفهومها الشامل، بما ينهض بالنظريات، والفنون الأدبية والإبداعية، والحركة الثقافية، ومن خلال علاقتنا بثقافة الآخر، والاهتمام بمبادئ ترسيخ قيمنا ومبادئنا، وقيم انتمائنا لوطننا، وغيرها مما نترقبه من وزارة الثقافة. جاء ذلك في حديث الربيّع ل«المجلة الثقافية» بمناسبة صدور كتابه الجديد الذي سيخرجه إلى المكتبة المحلية بعنوان «من ثمرات الأندية الأدبية: بحوث ومحاضرات»، الذي سيصدر قريبًا عن (الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي) متضمنًا بحوثًا ودراسات، تم تقديمها من قِبل مثقفين وأدباء في الأندية الأدبية، إلى جانب ما سيتضمنه الإصدار من دراسات للدكتور محمد الربيع، الذي صدر له أكثر من (30) مؤلفًا.