خرج الهلال من الموسم بلقب واحد، وهذا هو الهلال لا يعرف الغياب حتى في أسوأ حالاته، وبعيداً عن كل شيء فإن واقع الفريق الأزرق اليوم يطلب تغييرات واسعة حتى يواصل حضوره منافساً بطلا كما عود منافسيه قبل أنصاره. يحتاج الهلال تغييراً شاملاً في إدارة الكرة، فالمفرج قدم كل ما لديه طوال السنوات الماضية، كما أنه أثبت غير مرة عدم قدرته على التعامل مع بعض الظروف، والفريق بحاجة اليوم لمدير يفهم في الأمور (الفنية) يستطيع مناقشة المدربين وتصحيح أخطائهم، كما يتمتع بشخصية قوية تستطيع السيطرة على الفريق، وضبط كل ما يتعلق به. والفريق اليوم يحتاج إلى تغيير واسع في صفوفه، لا سيما فيما يتعلق باللاعبين الأجانب، ومن المؤكد هنا أن الحبسي وسوريانو ليسا بحاجة لتقرير فني يقرر استمرارهما من عدم ذلك، وأن واحداً من بوتيا وديجينك على الأقل يجب أن يترك مكانه للاعب أفضل في العمق الدفاعي، وأن ادواردو قد قدم كل ما لديه، ولم يعد هناك ما يبرر استمراره - وإن غلبت البعض العاطفة مع اللاعب بعد سنواته الأربع مع الفريق - وأن أمر التجديد مع عموري يجب أن يتم بعد فحوص طبية تضمن تعافي اللاعب من الإصابة تماما، وضمان عدم عودتها له كما حدث له هذا الموسم، فيما لابد من مراجعة ما قدمه جيوفينكو خلال الموسم ومعرفة رأي المدرب المقبل فيه، فيما أرى استمرار قوميز وكاريلو قياساً بما قدماه مع الفريق رغم الظروف الفنية التي أحاطت بالفريق مع (زوران) والتي حدت من ظهورهما بشكل كبير وجعلتهما تحت ضغط واضح أثر على حضورهما الفني الذي كانا عليه أيام خيسوس. يحتاج الهلال الموسم المقبل إلى عدد من اللاعبين المحليين لتقوية صفوفه واحتياطه، فمع أنه يملك نخبة من اللاعبين المحليين المميزين الذين يشكلون أغلبية في المنتخب الأول، إلا أن ذلك لا يكفي، فلابد مثلاً من إحضار ظهيرين مميزين، يساندان البريك والشهراني، واستعادة المدافع المفرج وذلك على حساب كادش وشراحيلي، كما لابد أن يكون من ضمن الخيارات المحلية والأجنبية لاعب محور عليه القيمة، ففي كثير من المباريات عانى الفريق من ضعف دور لاعب المحور في الشق الدفاعي وهو ما كلفه الكثير وسهل الوصول إلى مرماه وجعل دفاعه تحت الضغط دائماً، ويحتاج إلى صانع ألعاب ماهر يجيد صناعة الحلول وفك المتاريس التي تعود الهلال أن تنصبها جميع الفرق أمامه. يحتاج الهلال لمدرب متمكن لا سيما في النواحي الدفاعية، عشرات الأخطاء مرت هذا الموسم دون أن تجد من يعالجها ويضع حداً لها.. ولعل آخرها هدف الدحيل الثاني في المباراة الأخيرة للفريق. يحتاج الهلال أيضاً لجهاز طبي متمكن، الإصابات التي تعرض لها لاعبو الفريق وطول فترة العلاج تكشف حال وضع الجهاز الطبي الحالي وإمكانياته. أنهى الهلال موسمه بلقب ووصافتين وصدارة لأقوى مجموعة في دوري أبطال آسيا، ورغم ذلك فمدرجه ليس راض فقد اعتاد القمة في كل الأحوال.