البقالات الصغيرة قلبت الطاولة على المراكز التجارية الكُبرى والهايبرماركات التي كانت تُهدِّد بقاء تلك المحلات الصغيرة بالعروض المخفَّضة مع توفر جميع الاحتياجات في مكان واحد, بعد أن استغل العاملون والمندوبون في تلك البقالات العروض الترويجية لإعادة بيعها في بقالاتهم بالسعر الأصلي, في واحدة من أكثر الصور التي توضح حالنا كمُستهلكين مع استغلال كل الأطراف التجارية, لجنة المواد الغذائية بالغرفة التجارية بجدة كشفت - أمس السبت - وعلى بُعد 24 ساعة من دخول شهر رمضان المبارك, أنَّ 70 % من محلات التجزئة الصغيرة والبقالات وبعض المندوبين يقومون بإعادة تدوير سلع التخفيضات في الهايبرماركات في محلاتهم الصغيرة, ليشتريها المُستهلك دون تخفيض, السؤال هنا لماذا نشتري السلعة من البقالة الصغيرة ونحن نعلم أنَّها تُباع بسعر أقل في مكان آخر؟ هل هو الكسل الذي جعل هذه العمالة تستغلنا؟ أم ضيق الوقت وعدم التخطيط الجيِّد للتسوق؟ أم الخجل من السعي لتوفير ريالات هنا وهناك والتساهل في الأمر؟. شخصياً أرجِّح السبب الأخير لدى أغلب الناس - هذا مجرَّد إحساس وتوقع لا أستند فيه إلى أي دراسة علمية - وبرأيي أنَّ مثل هذه الثقافة لم تعد تتناسب مع الوعي الاقتصادي الذي نعيشه في السنوات الأخيرة, فلماذا يتساهل المُستهلك السعودي في مثل هذه التفاصيل الصغيرة؟ بينما يحرص المُستهلك الأجنبي على تتبع التخفيضات والاستفادة من العروض في كل مكان لتخفيض النفقات والمصروفات؟. أفضل قاعدة يمكن أن يؤمن بها المُستهلك السعودي هي أن يتسوَّق بعقلية التاجر, فالتاجر يبحث عن أفضل سعر للبيع بأي هامش ربح, والمُستهلك الذكي عليه أن يبحث بالمُقابل عن أي هامش تخفيض, هذه المعادلة ستخلق نوعاً من التوازن لدى متوسطي الدخل خصوصاً, ويجب أن تكون من قنوات تثقيف أفراد الأسرة الاستهلاكية مع التغيرات الاقتصادية التي تعيشها مُختلف المُجتمعات الإنسانية اليوم, في سنوات قريبة كان التسوق الجماعي في (الساعات الأخيرة) من شهر شعبان, في ليلة دخول شهر رمضان المبارك - مثل هذه الليلة - يتسبب في أخطاء يستغلها التجار في رفع الأسعار وتصريف البضائع المُخزَّنة, وهي ذات الحالة التي يتسبَّب بها تساهل المُستهلك في الحصول على المنتجات من البقالات ومحلات التجزئة في اللحظات الأخيرة بعيداً عن العروض الترويجية. وعلى دروب الخير نلتقي.