صار الجمال اليوم مؤطرًا حول الوجه والجسد والكثير من الملبس والمأكل والمشرب! تغيّر مفهوم الجمال الذي كنّا نعرفه سابقًا وأعني بالسابق جمال الروح الذي نتغنّى به، الجمال الذي يجعلنا نرى الحياة بألوان متعددة، يتظاهرون اليوم بأنّ للجمال صورًا متعددة، مختلفة، صار أكثر ألقًا وزُهوًّا بينما أراه يُحجّم صاحبهُ في مظهرٍ يجعله كغيره لأن الاختلاف ما عاد ميّزة كما كان. من يختلف شكلاً ومظهرًا عن غيره يشعر بالنقص، يشعر بانعدام الثقة، يشعر بالأسف على حاله! أتأسّف حقًا لوصولنا هذه المرحلة من السذاجة الفكرية، من شعور فلان بالنقص لأنّه لا يملك مبلغًا يجعل منه شخصًا غيره، شخصًا مختلفًا عنه، لا يعرفه لا يُشبهه ويجعل منه قانعًا ليس بغريب عن الغير!! تحدّثنا عن الاختلاف مرارًا وتنافسنا عليه بطريقة ليست صائبة! ماتت البساطة في الوجه، في الهندام، في الطعام، في الحِلّ والترحال. إن اخترتَ العظمة من أضيق أبوابها فأنتَ حُرٌ باختيارك ما دُمتَ قادرًا ولكن لمن لا يجد السبيل لكل ذلك فببساطة (كُن أنت) السعادة في الحياة لا تكن بفعل المستحيل الذي يفعله غالب الناس، لا تقس سعادتك وفقًا لما يملكه الغير ولا تملكه أنت، فبالتأكيد أنك تملك ما لا يملكه غيرك فاسعد بذلك ولا تُحجّم ذاتك العظيمة وتعتقد أنك مختلف بنفور. أنت تسير على الطريق الصحيح بالبساطة، بالعقل، بجعل الجمال في كل جوانب الحياة لا في أمور تكاد لا تُذكر. الجمال في حسن الخلق الجمال في المظهر البسيط الجمال في الابتسامة تلك الرسالة المفهومة اللغة في كل بقاع الأرض الجمال فيك أنت أيًّا كنت ارحم ذاتك من تأطير جمال وسط دائرة ضيقة تحرمك من رؤيته في كل شيء تملكه. ** ** - شهد النجيم