زارت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل مقر مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وذلك في أول زيارة لها للمركز من أجل المشاركة في الاجتماع التشاوري الذي نظمه المركز بالتعاون مع منصة الحوار، وبالتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي. وضم الاجتماع مجموعة ناشطة دينية وفكرية في موضوع الحوار من العراق ضمن سلسلة الاجتماعات المقررة مع أتباع الأديان المتنوعة للاطلاع على تجاربهم وخبراتهم وتحدياتهم لترسيخ العيش المشترك، واحترام التنوع وقبول التعددية تحت مظلة المواطنة المشتركة التي تعمل المنصة العربية على ترسيخها ضمن برامجها ومشاريعها المتعددة التي يشرف عليها مركز الحوار العالمي في مناطق متعددة من العالم ضمن برامج منصاته الخمس في أوروبا ونيجيريا وإفريقيا الوسطى والعالم العربي وآسيا. وأوضح معالي الأمين العام للمركز الأستاذ فيصل بن معمر أن المركز استطاع نشر ثقافة الحوار في أجزاء كثيرة من العالم التي هي بحاجة ماسة إليه، ودعم العيش المشترك واحترام التنوع وقبول التعددية تحت مظلة المواطنة المشتركة. وقال ابن معمر: يشكل الحوار بين أتباع الأديان وداخل الدين الواحد عاملاً رئيسًا في بناء التماسك الاجتماعي وتعزيز الروابط والعلاقات بين المجتمعات. ويعتمد نجاح المبادرات المشتركة بين الأديان والمذاهب والطوائف المتنوعة إلى حد كبير على تعزيز العلاقات والتفاهم بين أتباع الدين نفسه من خلال الحوار. وينطبق ذلك بصفة خاصة على العلاقات بين أتباع الأديان جميعها، وبين أتباع الدين الواحد. وإذا أردنا تحقيق النجاح من تعزيز الحوار بين الأديان يجب أن نبدأ أولاً ببناء جسور الثقة وأسس التفاهم بين أتباع الدين الواحد؛ ليتزامن ذلك مع البرامج والفعاليات المتنوعة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة. مشيرًا إلى جهود المركز المبذولة في تيسير سبل الحوار والتعاون في المنطقة العربية منذ عام 2014م من خلال إطلاق مبادرة: (متحدون لمناهضة العنف باسم الدين)، التي تمخضت عن إعلان فيينا تأسيس المنصة العربية للحوار والتعاون بين المسلمين والمسيحيين، وهي مجموعة من التوصيات، صاغها وأقرها قيادات ومؤسسات دينية من العالم العربي، وقد حظيت بدعم وزير خارجية النمسا السابق سباستيانكورتس ووزراء خارجية الدول المؤسسة للمركز وأعضاء مجلس الإدارة. واستعرض معاليه البرامج الحوارية والفعاليات الخاصة لمركز الحوار العالمي من خلال منصاته الخمس، والبرامج التي تم تنفيذها في المنطقة العربية، ومنها العراق؛ إذ نفَّذ المركز بالشراكة مع مؤسسات عراقية برامج عدة، منها: التدريب على وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار - أربيل 2016، ومبادرة حملة تسامح، ثم مبادرة تنمية قيادات شابة لتعزيز التعايش السلمي والمجتمعي، وبرنامج تدريبي عن أسس ومبادئ الحوار لتعزيز العيش المشترك، وبناء التماسك الاجتماعي جنبًا إلى جنب مع زيارات ميدانية لمختلف الأماكن الدينية في العراق. مشددًا على شمولية هذه البرامج جميع المكونات الدينية في العراق، ومشيرًا إلى نتائج هذه البرامج والفعاليات الملموسة، وأنها حققت نتائج إيجابية، منها: اقتراح تشكيل الفريق الوطني للمواطنة المشتركة من القيادات الدينية والمجتمعية وصانعي السياسات ونشطاء المجتمع المدني؛ إذ تم عقد لقاء تشاوري في ديسمبر 2018 بمشاركة 38 مشاركًا ومشاركة من مختلف الأديان والثقافات، ووضع خطة عمل فاعلة لتعزيز التماسك الاجتماعي وتعزيز المواطنة المشتركة، وتعزيز قدرة نشطاء الحوار والفاعلين المجتمعيين على دعم المواطنة المشتركة والتماسك الاجتماعي والعيش المشترك. وقد أعربت معالي وزيرة الخارجية النمساوية عن اهتمامها بتعزيز عمل المركز في عدد من القضايا، منها توسيع عضوية مجلس الأطراف، وتعزيز المواطنة المشتركة والتنوع، والتعامل مع المؤسسات الدولية ذات العلاقة. وأبدت وزير الخارجية النمساوية سعادتها بهذه الاجتماعات التشاورية والحوارات الحضارية التي دارت في الاجتماع التشاوري، وكذلك تبادل وجهات النظر والخبرات بين الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات التي تميز بها المركز.