يكتسب مقالنا هذا صبغة تاريخية مهمة لارتباطه بالدرعية (المليبيد الطريف غصيبة) عاصمة الدولة السعودية الأولى. قال نصر في كتابه الأمكنة والمياه والجبال ج 2 ص 282: (العوقة قرية باليمامة بها بنو عدي ابن حنيفة ..). وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان ج 4 ص 169: (بفتح أوله وسكون ثانيه، كأنه المرة الواحدة من العوق المقدم ذكره قرية باليمامة تسكنها بنو عدي بن حنيفة ..). وقد فسر ياقوت في نفس الصفحة – العوق بقوله يقال رجل عوقة ذو تعويق للناس عن الخيرات.. ويقول الهمداني في صفة جزيرة العرب (... وفوق ذلك قرية يقال لها وبره بها ناس من البادية، وفوق ذلك قرية يقال لها العوقة فيها ناس من بني عدي بن حنيفة ..). وقد سبق لي تحديد وبره عند تحديدي لحجر اليمامة وهي مزارع الخديمي في وادي حنيفة وهذا الوصف يضع عوقة في موضع الدرعية الآن وعرقة التي لا تختلف كثيرا عن تسمية عوقة سوى إحلال الراء محل الواو في عوقة ولعل ذلك عن قصد من أهلها فراراً من العوق الذي سبق ذكر تعريف ياقوت له آنفاً. ولقد سرت بين الدرعية وعرقة فوجدتهما قريبان من بعضهما جداً (أقل من أربع كيلومترات) وهذه المسافة منطقة حجرية على ضفتي وادي حنيفة لا تسمح بإقامة زراعة عليها ولعل ثمة بناء سابق أزاله قدم المنطقة أو نقله الأهالي لاستخدامه في بناء آخر وبذا نلحظ أيضا تقارب هذا الاسم (العوقة) مع اسم العوجا الذي كان يطلق على المنطقة فيقال (أهل العوجا) وحرفي القاف والجيم قريبان من بعضهما جدا في النطق وفي كثير من مناطق اليمن وعمان ومصر تنطق الجيم قافاً معطشة هذا وقد نشرت دارة الملك عبد العزيز كتابا بعنوان أهل العوجا لمعالي الدكتور فهد السماري.. والله أعلم ** **